للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى، وأول النبيين آدم وآخرهم نبيك يا أبا ذر"، وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان في كتابه "الأنواع والتقاسيم" وقد وسعه بالصحيح.

وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات واتهم به إبراهيم بن هشام.

قال الحافظ بن كثير: ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث، والله أعلم.

وروى أبو يعلى عن أنس مرفوعًا: "كان من خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى ابن مريم، ثم كنت أنا والذين نص الله تعالى على أسمائهم في القرآن: آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم، ولوط وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب، وموسى وهارون ويونس، وداود وسليمان


قَبْلُ بِالْبَيِّنَات} [غافر: ٣٤] ، سواء قلنا: إنه ابن يعقوب، أو ابن أفرايم بن يوسف بن يعقوب، وكلاهما قبل موسى، وهما من بني إسرائيل، الذي هو يعقوب، إلا أن يقال: المعنى أول نبي أمر جميع من يأتي من أنبيائهم بعده باتباع شرعه والدعاء إليه.
"وآخرهم عيسى، وأول النبيين" على الإطلاق "آدم، وآخرهم نبيك يا أبا ذر". "وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم" محمد "بن حبان" بكسر المهملة وشد الموحدة، "في كتابه الأنواع والتقاسيم، وقد وسعه بالصحيح" وكذا صححه الحاكم، "وخالفه ابن الجوزي، فذكره في الموضوعات، واتهم به إبراهيم بن هشام" الغساني.
"قال الحافظ ابن كثير: ولا شك أنه قد تكلم فيه" أي: إبراهيم، "غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث" فقال أبو حاتم: إنه غير ثقة، وكذبه أبو زرعة الرازي، "والله أعلم" بصحته في نفس الأمر وعدمها.
"وروى أبو يعلى" وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف، "عن أنس، مرفوعًا: "كان من خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي" لا يعارض ما قبله بفرض صحتهما؛ لأن الأخبار بالأقل لا ينافي الأكثر لدخوله فيه، ولعله أوحى إليه بهذا، فأخبر به، ثم بالأول، وما ينطق علن الهوى، "ثم كان عيسى ابن مريم، ثم كنت أنا والذين نص الله على أسمائهم في القرآن: وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم، ولوط وإسماعيل وإسحاق" ولذا إبراهيم،
"ويعقوب" بن إسحاق، "ويوسف" بن يعقوب، وكذا حفيده يوسف بن أفرايم بن يوسف في قوله: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَات} ، في أحد القولين، والثاني: أنه ابن يعقوب، وحكى النقاش والماوردي؛

<<  <  ج: ص:  >  >>