للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا عن الإمام الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح: معناه لا أذكر إلا ذكرت معي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، قال الإمام الشافعي يعني -والله أعلم- ذكره عند الإيمان بالله، والأذان، قال: ويحتمل أن يكون المراد ذكره عند تلاوة القرآن، وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية انتهى.

وقيل: رفعه بالنبوة، قاله يحيى بن آدم الكوفي.


فإن صحت رواية، فالمراد به جبريل؛ لأنه من رسل الملائكة، يرسل بالوحي للأنبياء والرسل، وتفضيله عليه في خصوص هذا العلم؛ لأنه علمه قبل أن يبلغه إليه.
"وذكره" أي: رواه أيضًا "الطبراني" سليمان بن أحمد، وإسناده حسن، وفي نسخة الطبري: ولا فائدة فيها، إذ هو ابن جرير الذي نسبه له أولًا، "وصححه ابن حبان" وكذا صححه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة.
"وروينا عن الإمام الشافعي، قال: أخبرنا ابن عيينة" سفيان، "عن" عبد الله "بن أبي نجيح" بفتح النون وكسر الجيم وحاء مهملة، يسار المكي، أبي يسار الثقفي، مولاهم، ثقة، من رجال الجميع، ورمي بالقدر، وربما دلس، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة أو بعدها، "معناه" أي: ورفعنا لك ذكرك، "لا أذكر" مجهول المتكلم، "إلا ذكرت" مجهول المخاطب "معي" في قول "أشهد أن لا إله الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله" وفي التفسير بهذا إشارة إلى أن الحصر هو المراد بما قبله.
"قال الإمام الشافعي، يعني والله أعلم، ذكره عند الإيمان" بالله تعالى، "وفي الأذان" كما أشار له ابن أبي نجيح، فلا يرد على الحصر، أن الكافر كثيرًا ما يذكر الله وحده، بل والمؤمن كثيرًا ما يقول: لا إله إلا الله مقتصرًا عليها، وكثيرًا ما يذكر الله، ولا يطلب ذكره صلى الله عليه وسلم كسمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، والتسمية في الوضوء والأكل والشرب.
"قال" الشافعي: "ويحتمل أن يكون المراد ذكره عند تلاوة القرآن، وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية" بأن يتذكر في نفسه؛ أن فعلها والكف عن ضده سببه تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم الثواب الحاصل للمطيع، والعقاب الحاصل للعاصي، فيصلي عليه جزاء لتبليغه، وتحمل أعباء الرسالة. "انتهى" قول الشافعي.
"وقيل" معناه: "رفعه بالنبوة" الخاصة، وهي رسالته إلى جميع الخلائق، وبقاء شرعه إلى يوم الدين، وكونها رحمة للعالمين، فلا يرد أن وصف النبوة شاركه فيه الأنبياء، فلا يكون مرفوعًا بها عليهم، أو المراد بها سبقه بالنبوة جميع الأنبياء، وكونه أول الأنبياء في الخلق، أو على من

<<  <  ج: ص:  >  >>