للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصر على الأعداء. وأما الحوض وسائر ما أعده الله له من الثواب فهو وإن جاز أن يقال: إنه داخل فيه؛ لأن ما ثبت بحكم وزعد الله فهو كالواقع، إلا أن الحقيقة ما قدمناه؛ لأن ذلك وإن أعد له فلا يصح أن يقال على الحقيقة إنه أعطاه الكوثر في حال نزول هذه السورة بمكة، ويحتمل أن يجاب عنه بأن من أقر لولده الصغير بشيء يصح أن يقال: أعطاه ذلك الشيء مع أن الصبي في ذلك الحال ليس أهلًا للتصرف. انتهى.

وقد روينا في صحيح مسلم من حديث أنس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا ما يضحكك أضحك الله


حمله على ما آتاه الله تعالى في الدنيا من النبوة، والقرآن، والذكر العظيم، والنصر على الأعداء" والآيات البينات.
"وأما الحوض" الذي له في القيامة، وهو أحد ما قيل في تفسير الكوثر، كما في الشفاء، "وسائر ما أعده الله له من الثواب" في الآخرة، "فهو وإن جاز أن يقال: إنه داخل فيه؛ لأن ما ثبت بحكم وعد الله، فهو كالواقع"؛ لأنه لا يخلف وعده، وجوازه لا يوجب الحمل عليه، ولا يرجحه؛ لأنه إذا حمل عليه بخصوصه، أو على ما يشمله كان مجازًا، وإذا حمل على ما أعطيه في الدنيا فقط كان حقيقة، وهي مقدمة على المجاز ما أمكنت، حيث لا مانع، وقد علم أن المانع تفسيره صلى الله عليه وسلم؛ بأنه نهر في الجنة، "إلا أ، الحقيقة ما قدمناه" في قوله: فيجب أن يكون الأقرب.. إلخ؛ لأن ما أعطاه في الدنيا ثبت إعطاؤه له بالعقل، فاستعمال الإعطاء حقيقة فيه، بخلاف أمور الآخرة؛ "لأن ذلك وإن أعد له، فلا يصح أن يقال على الحقيقة، أنه أعطاه الكوثر في حال نزول هذه السورة بمكة"، وإنما يصح أن يقال ذلك على المجاز، إما؛ لأنها ستعطي، أو؛ لأنه تعالى قدر في علمه أنها له، فعبر عنها بأعطينا.
"ويحتمل أن يجاب عنه؛ بأن من أقر لولده الصغير بشيء، يصح أن يقال: أعطاه ذلك الشيء، مع أالصبي في ذلك الحال ليس أهلًا للتصرف. انتهى.
وعليه يحمل أعطي على ما أعطاه من أمور الدنيا والآخرة، ولا يكون مجازًا؛ لأن من وهب شيئًا لولده الصغير، وقبله له صار ملكًا حقيقيًا للصغير، فما هنا كذلك.
"وقد روينا في صحيح مسلم" وسنن أبي داود والنسائي، "من حديث أنس: بينما" "بالميم" "رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا"، أي: بيننا، وأظهر زائدة، "إذ أغفي إغفاءة"، أي: نام نومة خفيفة، "ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما يضحكك؟، أضحك الله سنك يا رسول الله" قال

<<  <  ج: ص:  >  >>