"فمن تشريف الله تعالى له ختم الأنبياء والمرسلين به وإكمال الدين الحنيفي"، المائل عن الباطل للحق "له، وقد أخبر الله تعالى في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه؛ أنه لا نبي بعده، ليعلموا"، أي: المخبرون، "أن كل من ادعى هذا المقام بعده، فهو كذاب" كثير الكذب، "أفاك" كذاب مبالغ فيه، "دجال" كذاب، قال ثعلب: الدجال: هو المموه، يقال: سيف مدجل، إذا طلي مذهب. وقال ابن دريد: كل شيء غطيته فقد دجلته، واشتقاق الدجال من هذا؛ لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير، "ضال" لم يهتد، فالألفاظ الأربعة متقاربة، وقد علم صلى الله عليه وسلم بذلك، وأخبر به. ففي الصحيحين، مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون، كذابون، قريبًا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله"، "ولو تحذلق" "بفوقية فمهملة فمعجمة" أظهر الحذق، وادعى أكثر مما عنده، ومثله حذلق بلا تاء "وتشعبذ" "بالذال المعجمة بعد الموحدة" أتى بما يرى لإنسان منه ما لا حقيقة له، كالسحر، ويقال له أيضًا شعوذ: "بالواو" بدل الموحدة، "وأتى بأنواع السحر". قال ابن فارس: وهو إخراج الباطل في صورة الحق، ويقال: هو الخديعة، وسحره بكلامه، استمالة برقته وحسن ترتيبه. وقال الإمام فخر الدين: هو في عرف الشرع كل أمر يخفى سببه, ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع. قال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: ٦٦] ، وإذا أطلق ذم فاعله.