للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم ما قالوا: وسأقيم لهم نبيًا مثلك من إخوتهم، وأجعل كلامي في فمه لهم كل شيء أمرته به، وأيما رجل لم يطع من تكلم باسمي فإني أنتقم منه.

قال: وفي هذا الكلام أدلة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم:

فقوله: "نبيًا من إخوتهم"، وموسى وقومه من بني إسحاق، وإخوتهم من بني إسماعيل، ولو كان هذا النبي الموعود به من بني إسحاق لكان من أنفسهم لا من إخوتهم.

وأما قوله: "نبيًا مثلك" وقد قال في التوراة: لا يقوم في بني إسرائيل أحد مثل موسى، وفي ترجمة أخرى، مثل موسى لا يقوم في بني إسرائيل أبدًا. فذهبت اليهود إلى أن هذا النبي الموعود به هو يوشع بن نون، وذلك باطل؛ لأن يوشع لم يكن كفؤًا لموسى عليه السلام، بل كان خادمًا له في حياته، ومؤكدًا لدعوته بعد


أسمع صوت الله ربي لئلا أموت، فقال الله تعالى: نعم، ما قالوا، وسأقيم لهم نبيًا مثلك من أخوتهم واجعل كلامي في فمه، لهم كل شيء أمرته".
وفي نسخة: آمره "به، وأيما رجل لم يطع من تكلم باسمي، فإني أنتقم منه" وجوز شيخنا في التقرير، أن يكون هذا من باب، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّين} ، أي: استمتع له إذا وجد وأنت حي، كسماعك لربك، وهذا بعيد جدًا، ولذا لم يذكره في الشرح.
"قال" ابن ظفر: "وفي هذا الكلام أدلة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم" من ثلاثة أوجه بينها، فقال: "فقوله" لفظه منها قوله: "نبينا من أخوتهم، وموسى وقومه من بني إسحاق، وإخوتهم من بني إسماعيل، ولو كان هذا النبي الموعود به من بني إسحاق لكان من أنفسهم لا من أخوتهم" كما قال عز وجل إخبارًا بدعوة إبراهيم لولد إسماعيل: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} ، وكما قال سبحانه مخاطبًا لعرب {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُم} ، هذا تركه المصنف من كلام ابن ظفر، "وأما" لفظه، ومنها "قوله: نبيًا مثلك، وقد قال في التوراة: لا يقوم في بني إسرائيل أحد مثل موسى" من أنفسهم، فلا ينافي أنه قام فيهم مثل موسى، بل أجل، وهو محمد عليه السلام لعموم دعوته؛ لأنه من بني إسماعيل أخوتهم لا من أنفسهم، فلا خلف بين هذا وقول التوراة السابق، وسأقيم لهم نبيًا مثلك.
"وفي ترجمة أخرى مثل موسى لا يقوم في بني إسرائيل أبدًا" من أنفسهم، "فذهبت اليهود إلى أن هذا النبي الموعود به هو يوشع بن نون، وذلك باطل؛ لأن يوشع لم يكن كفؤًا لموسى عليه السلام، بل كان خادمًا له في حياته، ومؤكدًا لدعوته" وداعيًا إليها "بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>