للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله "فإن شرائعك وسنتك" نص صريح على أنه صاحب شريعة وسنة، وأنها تقوم بسيفه.

و"الجبار" الذي يجبر الخلق بالسيف على الحق ويصرفهم عن الكفر جبرًا.

وعن وهب بن منبه قال: قرأت في بعض الكتب القديمة، قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، لأنزلن على جبال العرب نورًا يملأ ما بين المشرق والمغرب، ولأخرجن من ولد إساعيل نبيًا عربيًا أميًا يؤمن به عدد نجوم السماء ونبات الأرض، كلهم يؤمن بي ربًا، وبه رسولًا، ويكفرون بملل آبائهم ويفرون منها، قال موسى: سبحانك وتقدمت أسماؤك، ولقد كرمت هذا النبي وشرفته، قال الله: يا موسى، إني أنتقم من عدوه في الدنيا والآخرة، وأظهر دعوته على كل دعوة، وأذل من خالف شريعته، وبالعدل زينته، وللقسط أخرجته، وعزتي لأستنقذن به أممًا


"وفي قوله: فإن شرائعك وسنتك نص صريح على أنه صاحب شريعة وسنة، وأنها تقوم بسيفه" قهرًا على من خالف، "والجبار الذي يجبر الخلق بالسيف على الحق" وهو التوحيد، "ويصرفهم عن الكفر"، وهو ما خالف الإيمان والتوحيد، "جبرًا" عليهم، كما قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، "وعن وهب بن منبه" "بضم الميم وفتح النون وكسر الموحدة الثقيلة" ابن كامل اليماني، أبي عبد الله الأبناري "بفتح الهمزة وسكون الباء بعدها نون"، تابعي، ثقة، رواه له الشيخان وغيرهما، مات سنة بضع عشرة ومائة، "قال: قرأت في بعض الكتب القديمة، قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، لأنزلن على جبال العرب" أهل مكة وما حولها "نورًا يملأ ما بين المشرق والمغرب، ولأخرجن من ولد إسماعيل" بن إبراهيم "نبيًا" رسولًا، "عربيًا أميًا" لا يقرأ ولا يكتب، "يؤمن به عدد نجوم السماء ونبات الأرض، كلهم يؤمن بي ربًا، وبه رسولًا، ويكفرون بملل" "بامين: جمع ملة "آبائهم، ويفرون منها" من الفرار، أي: يهربون.
"قال موسى" بن عمران عليه السلام: "سبحانك" تنزيهًا لك عما لا يليق بك، "وتقدمت أسماؤك، ولقد كرمت": فضلت "هذا النبي وشرفته" على من سواه، "قال الله: يا موسى، إني أنتقم من عدوه": الكفار "في الدنيا"، بالقتل والأسر، والإجلاء والقحط، والسنين وغير ذلك "و" في "الآخرة" بالعذاب المخلد، "وأظهر دعوته على كل دعوة"، وسلطانه ومن اتبعه على البر والبحر، وأخرج لهم من كنوز الأرض، هذا تركه المصنف من البشر قبل قوله: "وأذل من خالف شريعته" ولو كان له سلطان، فهو أبدًا ذليل، خائف من سطوة الإسلام وعزه، "وبالعدل" الإنصاف "زينته وللقسط" أي: العدل "أخرجته" فلا يحكم ولا يأمر إلا به، "وعزتي لأستنقذن

<<  <  ج: ص:  >  >>