"وعن مقاتل، أي: مثل الإيمان في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، كمشكاة" كوة غير نافذة، والكوة بفتح الكاف وضمها اسم ما لا ينفذ، قيل: معربة من الحبشية، وقيل: هي القنديل، وقيل: موضع الفتيلة منه، وقيل: معلاقة، "فيها مصباح" قنديل أو الفتيلة، مأخوذ من الصباح أو الصباحة، "فالمشكاة نظير صدر". كذا في جميع النسخ والأولى صلب "عبد الله والزجاجة" مثلثة الزاي، والضم أعرفها وأفصحها، "نظير جسد محمد صلى الله عليه وسلم، والمصباح نظير الإيمان والنبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم وعن غيره"، أي: غير مقاتل "المشكاة نظير إبراهيم، والزجاجة نظير إسماعيل عليهما السلام، والمصباح جسد محمد صلى الله عليه وسلم، والشجرة النبوة والرسالة" التي يتوقد منها المصباح، ونحوه قول من قال: المشكاة أبدان آبائه، والزجاجة أصلابهم، والمصباح نوره المستودع فيهم، "وعن أبي سعيد الخراز" إبراهيم، وقيل: أحمد بن عيسى البغدادي، قال الخطيب: كان أحد المشهورين بالورع والمراقبة وحسن الرعاية، وحدث يسيرًا صحب السقطي وذا النون وغيرهما. قال الجنيد: لو طالبنا الله بتحقيقة ما عليه أبو سعيد لهلكنا، أقام كذا كذا سنة، ما فاته ذكر الحق تعالى بين الخرزتين. وقال السلمي: الخراز، إمام القوم في كل فن من علومهم وأحسنهم كلهم ما خلا الجنيد، فإنه الإمام لذلك، فإن جماعة يقولون الخراز قمر الصوفية، فأفاد أن أمثلهم مطلقًا الجنيد، فهو الشمس، والخراز القمر، مات سنة سبع وسبعين ومائتين، وقيل: غير ذلك: "المشكاة جوف محمد صلى الله عليه وسلم، والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذي جعل الله في قلب محمد صلى الله عليه وسلم".