"وعن سهل بن عبد الله" بن يونس بن عيسى التستري، بفوقيتين أولهما مضمومة، وفتح الثانية بينهما مهملة ساكنة، مدينة معروفة، الصالح المشهور، الذي لم يسمع الدهر بمثله علمًا وورعًا، وله كرامات، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل غير ذلك: "مثل نور نبوة محمد إذ كان مستودعًا" "بفتح الدال" في الأصلاب"، أي: أصلاب آبائه، وضمير كان راجع لنور أو لمحمد نفسه، ورجع بأنه كان في صلب آبائه لا نوره، ورد بأن نوره كان ظاهرًا في جباههم من آدم لأبيه عبد الله، كالقمر ليلة البدر، والمستودع في الأصلاب مادة جسمه، والنور تابع لتلك المادة، "كمشكاة صفتها كذا وكذا" كناية عن قوله فيها مصباح.. إلخ، فإنها استعملت كذلك، أي: صفة نوره كصفة نور مشكاة فيها مصباح "وأراد بالمصباح قلبه وبالزجاجة صدره" والمشكاة جسده الشريف، "أي: كأنه" أي: صدره الشريف "كوكب دري" أي: مضيء "بضم الدال وكسرها، وفتحها مع الهمزة، وبدونها مشدد الياء"، قيل: أنه منسوب إلى الدر لحسنه وصفاته "لما فيه" أي: الصدر "من الإيمان والحكمة" وجعل ذلك في الصدر بواسطة القلب، ولا يبعد عود الضمير للقلب والحكمة العلم النافع. وقيل: المراد بها هنا النبوة، كقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النخل: ١٢٥] ، "توقد" المصباح بالماضي، وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيًا للمفعول بالتحتانية، وفي أخرى بالفوقانية، أي: الزجاجة "من شجرة مباركة، أي: من نور إبراهيم"؛ لأن النسب شبيه بالشجرة، وإبراهيم جده صلى الله عليه وسلم، وهو دعوته، "وضرب المثل" وهو كلام شبه مضربه بمورده، وضربه ذكره