وروى ابن أبي حاتم عن وهيب بن الورد، قال: يقول الله تعالى: ابن آدم، إذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفس. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن وهيب، قال: بلغني أنه مكتوب في التوراة، فذكره، "وأرفع لمنزلته": مقداره العلي، "ورده" تعالى على عدوه بتكذيبهم "أبلغ من رده" لنفسه صلى الله عليه وسلم بإقامة الحجة، وإن كانت ليست لنفسه، بل الله، والمراد لو كان له رد ونصرة، كما مر، "وأثبت" أعظم وأقوى ثباتًا "في ديوان مجده" شرفه من أن يثبته هو بنفسه، فما أمضاه الله، لا نقض له، فاستعار لمجده ديوانًا يثبت فيه، فإذا أثبته الله حكان أتم وأكبر ثباتًا، وهكذا هو باقٍ إلى الأبد، "فأقسم تعالى بما أقسم به من عظيم آياته" أجمله، ليأتي على الخلاف السابق في تفسيره "على تنزيه رسوله وحبيبه وخليله مما غمصته" "بفتح الغين المعجمة والميم، وبكسر الميم أيضًا وصاد مهملة" أي: احتقرته وعابته "أعداؤه الكفرة به، وتكذيبهم له، بقوله: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} "، بدل من قوله من عظيم آياته يدل بعض من كل، أو متعلق بتنزيه "وسيعلم أعداؤه المكذبون له أيهم المفتون"، فيه إشارة إلى أن الباء زائدة، وهو أحد وجوه سبقت "هو أو هم"، واقتصر على الأعداء، مع أن الآية {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُون} [القلم: ٥] ؛ لأن القصد إخباره بأنهم سيعلمون ذلك، وأما ذكره عليه السلام فيها، فلأنه أدعى للقبول في مقام المحاجة، نحو: وأنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، وقول حسان: أتهجوه ولست به بكفء ... فشركما لخيركما فداء