قال البيضاوي: رد الله عليهم ترديدهم، وأثبت لهم ما هو أفظع من القسمين وهو الضلال البعيد عن الصواب، بحيث لا ترجى الخلاص منه وما هو مؤداه من العذاب، "ولما قالوا {لَسْتَ مُرْسَلًا} [الرعد: ٤٣] الآية، "أجاب الله تعالى عنه" بالإقسام، "فقال: {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [يس: ١] الاية، ومرت مباحث ذلك، ولم يجعل الجواب من بقية الآية وهي {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الرعد: ٤٣] ومن عنده علم الكتاب، أي: على صدقي لعدم صراحتها في الرد، "ولما قالوا {أَئِنَّا} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين " {لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} " [الصافات: ٣٦] ، أي: لأجل قول محمد "رد الله تعالى عليهم، فقال: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: ٣٧] " الجاثين به، وهو لا إله إلا الله، "فصدقه، ثم ذكر وعيد خصمائه، فقال: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} "، "ولما قالوا": ما حكى الله عنهم بقوله: {أَمْ يَقُولُون} هو " {شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} " [الطور: ٣٠] الآية، حوادث الدهر، فيهلك كغيره من الشعراء، وقيل: المنون الموت، "رد الله عليهم، بقوله: " {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي} " يسهل {لَهُ} الشعر {إِنْ هُوَ} ، أي: الذي أتى به {إِلَّا ذِكْرٌ} عظة {وَقُرْآنٍ مُبِين} [يس: ٦٩] الآية، مظهر للأحكام وغيرها.