" {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [المدثر: ٢٥] الآية، كما قالوا: إنما يعلمه بشر، "قال الله تعالى: " {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رٍَسُول إِلَّا قَالُوا} " هو " {سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} " [الذاريات: ٥٢] . الآية، "تسلية له عليه الصلاة والسلام"؛ لأن المعنى مثل تكذيبهم لك، بقولهم: إنك ساحر أو مجنون، تكذيب الأمم قبلهم لرسلهم، بقولهم: ذلك، "ولما قالوا: محمد قلاه ربه": أبغضه، "فرد" بالفاء في جواب لمبالغة قليلة "الله عليهم بقوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣] . ما أبغضك "ولما قالوا: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} [الفرقان: ٧] الآية، لولا أنزل إليه ملك، فيكون معه نذيرًا، أو يلقى إليه كنز، أي: من السماء ينفقه ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش، أو تكون له جنة يأكل منها، أي: من ثمارها، فيكتفي بها، "قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ} [الفرقان: ٢٠] الآية، فأنت مثلهم في ذلك، وقد قيل لهم كما قيل لك، وكسرت إن؛ لأن المستثنى محذوف، أي: إلا رسلًا إنهم، أو جملة إنهم حالية اكتفى فيها بالضمير، "ولما حسدته أعداء الله اليهود على كثرة النكاح والزوجات"؛ لأنه صفة كمال لا يقدرون عليها، وعبروا عن هذا، "وقالوا: ما همته إلا النكاح" لإيهام الاعتراض والتوبيخ، خلاف ما أبطنوه من الحسد الذي هو تمني زوال نعمة المحسود، "رد الله