للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجع إلى اختلاف مقال، وإنما هي اختلاف أحوال، وأكثرها يرجع إلى ثمراتها، دون حقيقتها.

وقد قال بعض المحققين: حقيقة المحبة عند أهل المعرفة، من المعلومات التي لا تحد وإنما يعرفها من قامت به وجدانًا لا يمكن التعبير عنه.

وهكذا يقول صاحب مدارج السالكين - تبعًا لغيره: والمحبة لا تحد بحد أوضح منها، فالحدود لا تزيدها إلا خفاء وجفاء فحدها وجودها، ولا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة.

وإنما يتكلم الناس في أسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها


الحقيقة ترجع إلى اختلاف مقال" في معناها، بحجيث يعتقد كل واحد في معناها غير ما اعتقده الآخر، ومقال مصدر، قال: وإنما هي" عبارات منشؤها "اختلاف أحوال" قامت بالمحبين، فكل عبر بما يليق بالمعنى الذي قام به:
عباراتنا شتى وحسنك واحد ... وكل إلى ذاك الجمال يشير
"وأكثرها" أي: العبارات "يرجع إلى" بيان "ثمراتها" وهي ما يترتب على المحبة من الفوائد، سماها ثمرات، لمشابهتها لها في الانتفاع بها وترتبها عليها "دون حقيقتها" لاتحادها.
"وقد قال بعض المحققين: حقيقة المحبة عند أهل المعرفة من المعلومات" لهم، "التي لا تحد، وإنما يعرفها من قامت به وجدانًا لا يمكن التعبير عنه" كلذة المجامع يمكن التعبير عن حقيقتها بعبارة، "وهكذا يقول صاحب مدارج السالكين" ابن القيم "تبعًا لغيره: والمحبة لا تحد بحد أوضح منها" أي: لا تعرف بحد يفيد أكثر مما يفيده لفظ المحبة، لأنها علقة تقوم بالمحب يدركها من نفسه، ولا يمكن أن يوصل خصوص ما قام به إلى غيره، بحيث يكشف له حقيقة ما عنده، وغايته أن يخب بأنه يحب كذا محبة قوية، لا يمكنه التخلف عنه، وليس هذا عين ما قام به، وقريب من هذا قولهم: الحسن يدرك ولا يوصف، أي: لا يبين بعبارة تحقق معناه عند المخاطب "فالحدود لا تزيدها إلا خفاء" لعدم بيانها حقيقة الماهية، "وجفاء" "بالجيم والمد" ويقصر، أي: بعدًا مأخوذ من جفاء السرج عن الفرس: رفعه كإجفاه، "فحدها وجودها" وذلك الوجود لا يمكن بيان حقيقته للغير، "ولا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة" فلا معنى لحدها بأخفى منها، "وإنما يتكلم الناس في أسبابها وموجباتها" بكسر الجيم عطف تفسير "وعلاماتها" الدالة عليها "وشواهدها" التي تشهد بقيامها بالمحب، "وثمراتها" فوائدها "وأحكامها" التيتبنى عليها، "فحدودها": جمع حدو هو التعريف بذاتيات

<<  <  ج: ص:  >  >>