وفي نسخة: لقد سبق القوم السعاة: جمع ساع، أي: الماشين بسرعة، فالقوم فاعل، "وهم على ظهور الفش": بضمتين جمع فراش، فعال بمعنى مفعول "نائمون" والجملة حالية، "ولقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون" أي أنهم، فازوا بالسعادة والتقرب إلى الله بحب المصطفى وإن لم يكن لهم كثير عمل، فأشبهوا من حيث قلة العمل من وقف في سيرة بحبس دابته مثلًا، ومع ذلك حصل ما تمناه، وأنشد لغيره: من لي بمثل سيرك المذلل ... تمشي رويدًا وتجي في الأول أي: من يتكفل لي بسير مثل سيرك السهل "أجابوا: مؤذن الشوق" أي: المعلم به والداعي له "إذ نادى بهم حي على الفلاح" أي: هلم إلى الفوز والنجاة، أو البقاء في الجنة، أي: أقبلوا إلى سبب الفلاح والبقاء "في الجنة وبذلوا أنفسهم": أعطوها "في طلب الوصول إلى محبوبهم"، وجرد البذل عن بعض معناه، فاستعمله في مطلق الإعطاء، فلذا قال: "وكان بذلهم بالرضا والسماح" مراعاة للسجع، أو دفعًا لتوهم أنه مجرد الإعطاء وإلا فهو لغة الإعطاء بسماحة وطيب نفس، "ووصلوا إليه السير بالإدلاج"، بالكسر بزنة الإكرام، أي: بسير الليل كله "والغدو" أي: الذهاب وقت الغدوة وهي ما بين الفجر والشمس أو منه، إلى الزوال "والرواح" من الزوال إلى الغروب والمعنى واصلوا سيرهم إليه ليلًا ونهارًا "ولقد حمدوا على الوصول مسراهم" عند وصولهم إلى محبوبهم، حيث ترتب على سيرهم ما قصدوه بلا تعب ومشقة. "وإنما يحمد القوم السري عند الصباح" لوصولهم إلى منازلهم المترتب على سراهم "وقد اختلفوا في تعريف المحبة" بعبارات كثيرة مختلفة، "وعباراتهم وإن كثرت" الواو للحال، لأن الواقع أنها كثيرة فين نفسها، فلا يصح أنها غائية، أو هي غائية بالنظر للواقف عليها، لا في نفس الأمر، أي: سواء كانت قليلة أو كثيرة للواقف عليها، وإن كثرت في الواقع، "فليست في