للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

........................ ... يفرج عنه الهم في حال مرقاه

به خلوة الهادي الشفيع محمد ... وفيه له غار له كان يرقاه

وقبلته للقدس كانت بغاره ... وفيه أتاه الوحي في حال صبراه

وفيه تجلى الروح بالموقف الذي ... به الله في وقت البداءة سواه

وتحت تخوم الأرض في السبع أصله ... ومن بعد هذا اهتز بالسفل أعلاه

ولما تجلى الله قدس ذكره ... لطور تشظى فهو إحدى شظاياه

ومنها ثبير................... ... ............................


بحلول المصطفى وجبريل فيه؛ كما نزل صلى الله عليه وسلم في أماكن حل بها أنبياء ليلة الإسراء، والخبر هو قوله: "يفرج عنه الهم في حال مرقاه" بالبناء للمفعول، أي: يفرج الله كل همه في حال صعوده ذلك الجبل فضائله أنه كانت "به خلوة الهادي الشفيع محمد" قبل النبوة وبعدها في مدة الفترة، "وفيه له غار له" كررها للتقوية والإشارة إلى اختصاصه به حتى كأنه ملكه "كان يرقاه" فجاءه فيه جبريل "وقبلته للقدس كانت بغاره" فه نظر، فإنه إنما صلى للقدس بعد الإسراء وفرض الصلاة، وأول ما صلى إلى الكعبة؛ كما يجيء مبينًا في تحويل القبلة، ويحتمل أنه بناه على أنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدًا قبل النبوة بشرع موسى وكانت قبلته للقدس.
"وفيه أتاه الوحي في حال صبراه" من الصبر حبس النفس على الخلوة به والتعبد فيه، وفي نسخ: مبدأه، والأولى أحسن؛ لعدم الإيطاء فإنه سيقول مبدأه رابع بيت بعد هذا: "وفيه تجلى الروح بالموقف الذي به الله في وقت البداءة سواه وتحت تخوم الأرض" جمع تخم كفلس وفلوس، وهو منتهى كل قرية أو أرض أو حدودها، وقال ابن السكيت: تخوم مفرد، وجمعه: تخم، مثل صبور وصبر؛ كما في الصحاح وغيره.
"في السبع أصله" أي: أن أصله تحت الأرض السابعة، "ومن بعد هذا اهتز" تحرك طربًا بمن علاه "بالسفل" أي: بسبب تحرك أسفله وفاعل اهتز "أعلاه" معجزة، روى مسلم عن أبي هريرة: أنه صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال صلى الله عليه وسلم: "اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" ووقع ذلك لأحد وثبير أيضًا، ويأتي إن شاء الله تفصيله في المعجزات.
"ولما تجلى الله قدس ذكره" أي: أظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر؛ كما في حديث صححه الحاكم. "لطور تشظى" أي: تفلق وتطاير منه قطع فصارت جبالا، "فهو إحدى شظاياه" جمع شظى وهو كل فلقة من شيء، وتشظى العود: تطاير شظا؛ كما في القاموس "ومنها" أي: شظاياه، "ثبير" بمثلثة فموحدة فتحتية فراء بوزن أمير، جبل مقابل حراء، وبينهما

<<  <  ج: ص:  >  >>