للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: "ما تقرب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه -وفي رواية: بشيء أحب إلي من أداء ما افترضت عليه- ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته".


المأمورات والمنهيات إلا من مشكلته، ولا يسلك إلا طريقته، ويرضى بما شرعه حتى لا يجد في نفسه حرجًا مما قضين ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها، فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان، وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك انتهى.
"وفي البخاري" في الرقائق "من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى أنه قال" لفظه: حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي" وللكشميهني عبد "بحذف الياء" "بمثل أداء ما افترضته عليه" عينًا أو كفاية، وظاهره اختصاصه بما ابتدأ الله فرضه، وفي دخول ما أوجبه المكلف على نفسه نظر للتقييد، بقوله: افترضت إلا أن يوجه من جهة المعنى الأعم، قاله الحافظ.
"وفي رواية "بشيء أحب"، بالفتح صفة لشيء، فهو مفتوح في موضع جر، وبالرفع بتقدير هو أحب "إليَّ من أداء ما افترضت عليه" أي: تأديته لا المقابل للقضاء فقط، بل المراد فعل ما افترض عليه، "ولا يزال" بلفظ المضارع، وللحموي والمستملي، وما زال "عبدي" بإضافة التشريف "يتقرب إلي بالنوافل" مع الفرائض، كالصلاة والصيام "حتى أحبه"، بضم أوله، أي: أرضى عنه، "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها" "بضم الطاء وكسرها" روايتان: وبهما قرئ أم لهم أيد يبطشون بها، أي: تأخذ بقوة، "ورجله التي يمشي بها".
زاد في حديث عائشة عند أحمد والبيهقي في الزهد، "وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به".
وفي حديث أنس عند أبي يعلى وغيره: "ومن أحببته كنت له سمعًا وبصرًا ويدًا ومؤيدًا"، وقوله: "فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش وبي يمشي".
ليست هذه الجمل في رواية البخاري: "ولئن سألني"، زاد في حديث عائشة عبدي "لأعطيننه" ما سأل مما يعود بنفع عليه، كصحة وتوفيق إلى طاعه، "ولئن استعاذني"، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>