ومعارف عوارف الحقائق القلبية، إلى غير ذلك من ضروب العلوم، وفنون المعارف الشاملة لمصالح أمته، كالطب والعبارة والحساب وغير ذلك مما لا يعد ولا يحد. قضيت بأن مجال هذا الباب في حقه عليه الصلاة والسلام ممتد، تنقطع دون نفاده الأدلاء، وأن بحر علمه ومعارفه زاخر لا تكدره الدلاء.
وهذا المقصد -أعزك الله- يشتمل على ثلاثة فصول:
النحو فقط، "وقوانين الأحكام الشرعية" أي قواعدها التي يستخرج منها أحكام جزئيات موضوعاتها "والسياسات العقلية" أي الآداب والتدبيرات المستفادة من العقل، "ومعارف عوارف الحقائق القلبية" هي عشر مقامات، ينزلها السائرون إلى الله تعالى، سميت حقائق لأن المنازل منازل تحقيق، من جهة أن السائرين فيها، إلى الله عند نزولهم فيها وتحققهم بها يظهر لهم حقيقة كل شيء وسره عند إتمامها، فتظهر لهم الحقائق كما هي علية في حضرة العلم، بلا تغيير ولا تبديل، وأول هذه المقامات العشرة المكاشفة، ثم المشاهدة، ثم المعاينة، ثم الحياة، ثم القبض، ثم البسط، ثم السكر، ثم الصحو، ثم الاتصال، ثم الانفصال قاله في لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام، "إلى غير ذلك من ضروب العلوم" أي أصنافها، "وفنون المعارف الشاملة لمصالح أمته، كالطب والعبارة" "بكسر العين مصدر عبر الرؤيا مخففًا فسرها" "والحساب، وغير ذلك مما لا يعد ولا يحد" لعدم إمكان واحد منهما، "قضيت" جواب قوله أولًا، وأنت إذا تأملت، أي حكمت، "بأن مجال" "بجيم" أي ميدان "هذا الباب" أي امتداد الفكر "في حقه عليه الصلاة والسلام" ممتد متسع جدًّا، "تنقطع دون نفاده" "بدال مهملة"، أي فراغه "الأدلاء" نجمع دليل، وهو ما يفيد المعنى ويحصله، "وأن بحر علمه ومعارفه زاخر" بزأي وخاء معجمتين" أي ممتلئ طافح "لا تكدره الدلاء" جمع دلو، "وهذا المقصد أعزك الله يشتمل على ثلاثة فصول" الطب والتعبير والإنباء بالمغيبات.