قال أبو حيان: لم أظفر بنص على أن مثل هذا التركيب من كلام العرب "ومحاسن الأدب" رياضة النفس ومحاسن الأخلاق. قال أبو زيد الأنصاري: الأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وقال نحوه الأزهري: فالأدب اسم لذلك، والجمع آداب، كسبب وأسباب، "والشيم" "بكسر المعجمة وفتح الياء" جمع شيمة، كسدرة وسدر الطبيعة التي خلق عليها الإنسان "والمواعظ" أي أمور الترغيب والترهيب، "والحكم" جمع حكمة، أي جوامع الكلم المحكمة، المرشدة لتكميل النفوس بالملكات الفاضلة: "والتنبيه على طرق الحجج العقليات" أي الإرشاد إلى نصب الأدلة العقلية، كيفية إلزام الخصم بها، نحو: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، "والرد على فرق الأمم" الضالة من عباد الكواكب وغيرهم "ببراهين الأدلة الواضحات" الظاهرات لسهولة ألفاظها، بحيث يفهمها كل من يسمعها، ويحفظها لقلتها، مع دلالتها على معانيها المبهمة الكثيرة، فليس فيها اختصار مخل، ولا عبارة مغلقة "إلى فنون" أي أنواع "العلوم" متعلق بقوله، أو لا إضافة "التي اتخذ أهلها كلامه فيها قدوة" "مثلثة القاف"، "و" اتخذوا "إشاراته حجة" على ما يستنبطونه منها، "كاللغة والمعاني والبيان والعربية" "من عطف الكل على بعض أجزائه أو العام على الخاص"، فإنهم قسموه إلى اثني عشرة قسمًا: لغة وصرف واشتقاق ونحو ومعان وبيان وعروض وقافية وخط وقرض الشعر وإنشاء الرسائل والخطب والمحاضرات، ومنه التواريخ. قال السيوطي: والمراد بالمحاضرات ما تحاضر به صاحبك من نظم أو نثر أو حديث أن نادرة أو مثل سائر، وأما البديع، فجعلوه ذيلًا لا قسمًا برأسه، وقد يطلق علم العربية، ويراد به