للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صلى الله عليه وسلم يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأله عن حاله ويقول: "كيف تجدك"؟.

وفي حديث جابر عند البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود، قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر، وهما ماشيان، فواجداني أغمي علي، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، وعند أبي داود: فنفخ في وجهي فأفقت. وفيه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا جابر لا أراك ميتًا من وجعك هذا".

وفي حديث أبي موسى عند البخاري مرفوعًا: "أطعموا الجائع، وعودوا المرضى، وفكوا العاني".


يعلم صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعذب، وأنه في الجنة، كما في الأصح من عشرة أقوال: "وكان صلى الله عليه وسلم يدنو" يقرب "من المريض ويجلس عند رأسه" تواضعًا وشفقه على خلق الله، "ويسأله عن حاله، ويقول: "كيف تجدك" أي كيف تجد نفسك على أي حالة.
"وفي حديث جابر" بن عبد الله الأنصاري "عند البخاري" في التفسير والطب والفرائض، "ومسلم والترمذي وأبي داود، قال: مرضت، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر" الصديق عام حجة الوداع، "وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي" وفي رواية: لا أعقل شيئًا، "فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم" الوضوء الشرعي، "ثم صب وضوءه" أي الماء الذي توضأ به "علي، فأفقت" من ذلك الإغماء، "فإذا النبي صلى الله عليه وسلم" موجود عندي، وبقية الحديث، فقلت: يا رسول الله كيف أصنع في مالي؟، فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث.
"وعند أبي داود: فنفخ في وجهي فأفقت، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا جابر لا أراك ميتًا من وجعك هذا" وفيه علم من أعلام النبوة، فإنه مات بالمدينة بعد سنة سبعين من الهجرة، عن أربع وتسعين سنة، وفيه أن وضوء العائد للمريض إذا كان إمامًا في الخير يتبرك به، وإن صبه ماء وضوئه يرجى نفعه، وقيل: كان مرض جابر الحمى المأمور بإبرادها بالماء، وصفه ذلك أن يتوضأ الرجل المرجو خيره وبركته ويصب فضل وضوئه عليه، ولا تتوقف مشروعية العيادة على علم المريض بالعائد؛ لأن وراء ذلك جبر خاطر أهله، وما يرجى من بركة دعاء العائد ووضع يده على المريض، والمسح على جسده والنفث عليه عند التعويذ.
"وفي حديث أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري، "عند البخاري" في الطب، "مرفوعًا" اختصار لقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطعموا الجائع، وعودوا المرضى، وفكوا العاني" "بعين مهملة ونون مكسوة خفيفة، أي خلصوا الأسير بالفداء" وجمع المرضى لكثرة

<<  <  ج: ص:  >  >>