للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي، وهو ناقه من مرض، ولنا دوال معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي يأكل منها، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "إنك ناقه"، حتى كف. قالت: وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به فقال صلى الله عليه وسلم لعلي: "من هذا فأصب فإنه أنفع لك"، رواه ابن ماجه.

وإنما منعه صلى الله عليه وسلم من أكله من الدوالي لأن في الفاكهة نوع ثقل على المعدة، ولم يمنعه من السلق والشعير لأنه من أنفع الأغذية للناقه، ففي ماء الشعير التغذية والتلطيف والتليين وتقوية الطبيعة.

فالحمية من أكبر الأدوية للناقه قبل زوال الداء لكي تمنع تزايده وانتشاره.

وقال ابن القيم: ومما ينبغي أن يعلم أن كثيرا مما يحمى منه العليل والناقه والصحيح إذا اشتدت الشهوة إليه، ومالت إليه الطبيعة، فتناول منه الشيء اليسير الذي لا تعجز الطبيعة عن هضمه لم يضره تناوله، بل ربما انتفع به، فإن الطبيعة والمعدة تتلقيانه بالقبول والمحبة، فيصلحان ما يخشى من ضرره، وقد يكون أنفع


التمر" لحرارته، فيقوى الرمد، "وعن أم المنذر بنت قيس" بن عمرو "الأنصارية" من بني النجار، يقال اسمها سلمى، وضعفه في الإصابة، "قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي" ابن عمه، "وهو ناقه من مرض" كان به، "ولنا دوال" أشجر عنب "معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي يأكل منها، فطفق"، أي شر "النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "إنك ناقه" حتى كف" عن الأكل، "قالت" أم المنذر: "وصنعت شعيرا وسلقا" "بكسر السين وإسكان اللام "بقل معروف، فجئت به، فقال صلى الله عليه وسلم لعلي: "من هذا فأصب، فإنه أنفع لك" , وفي رواية أبي داود: فإنه أوفق لك، "رواه ابن ماجه" وأبو داود والترمذي، وقال: حسن غريب، "وإنما منعه صلى الله عليه وسلم من أكله من الدوالي، لأن في الفاكهة نوع ثقل على المعدة" فلا تتحمله معدة الناقه، "ولم يمنعه من السلق والشعير؛ لأنه من أنفع الأغذية للناقة، ففي ماء الشعير التغذية والتلطيف والتليين وتقوية الطبيعة", والسلق يجلو ويحلل ويلين ويفتح السدد ويسر النفس، "فالحمية من أكبر الأدوية للناقه قبل زوال الداء" عنه، "لكي تمنع تزايده وانتشاره" فيه.
"وقال ابن القيم: ومما ينبغي أن يعلم أن كثيرا مما يحمى منه العليل والناقه والصحيح إذا اشتدت الشهوة إليه ومالت إليه الطبيعة، فتناول منه الشيء اليسير الذي لا تعجز الطبيعة عن هضمه،" أي دفعه "لم يضره تناوله، بل ربما انتفع به، فإن الطبيعة والمعدة

<<  <  ج: ص:  >  >>