جمع بخيل، وهو لغة: منع السائل مما يفضل عنه، وشرعا: منع الواجب، "عند عبد الله بن عمر" بن الخطاب "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "طعام البخيل" أعم من اللغوي والشرعي "داء" لأنه يطعم الضيف مع ثقل وتضجر وعدم طيب نفس، ولذا قيل: إنه يظلم القلب، "وطعام الأسخياء" جمع سخي، وهو الجواد الكريم "شفاء" وفي رواية: "دواء" وعبر بالمفرد في البخيل إشارة إلى حقارة البخل وأهله، وأنهم وإن كثروا فهم في الحقارة، وعدم النظر إليهم كالعدم، وفي الثاني بالجمع إشارة إلى أنهم في غاية العزة والشرف، فالواحد منهم يقوم مقام الكثير. نعم في رواية الخطيب: "طعام السخي دواء" أو قال: "شفاء وطعام الشحيح داء" وفي لفظ: "طعام الكريم"، وفي آخر: "طعام الجواد" "رواه" عبد الله بن يوسف "التنيسي" "بكسر الفوقية والنون المشددة بعدها تحتية ثم مهملة" نسبة إلى تنيس بلد قرب دمياط -بناها تنيس بن حام بن نوح- أبو محمد الكلاعي، أصله من دمشق، ثقة، متقن، من أثبت الناس في الموطأ، ولذا اعتمده البخاري فرواه عنه، مات سنة ثمان عشرة ومائتين، "عن مالك", عن نافع، عن ابن عمر "في غير الموطأ، كما ذكره عبد الحق في" كتاب "الأحكام" ولم ينفرد به التنيسي، بل تابعه روح بن عبادة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر. أخرجه الدارقطني في غرائب مالك والخطيب في "المؤتلف" وفي كتاب "البخلاء" والديلمي والحاكم، وأبو علي الصدقي في عواليه، وابن عدي في كامله، لكنه قال: إنه بطل عن مالك فيه مجاهيل وضعفاء، ولا يثبت، وقال الذهبي: إنه كذب، لكن قال الحافظ الزين العراقي: رجاله ثقات، أئمة، قال ابن القطان: وإنهم لمشاهير ثقات إلا مقدام بن داود، فإن أهل مصر تكلموا فيه، وحاصل هذا أنه حديث ضعيف، وبه يصرح قول ختام الحفاظ العسقلاني حديث منكر. انتهى، والمنكر من أقسام الضعيف.