وقال الزركشي: ينبغي فعل الكل؛ لأنه زجر للشيطان، فهو من باب رمي الجمار، "وأما قوله: "فإنها لا تضره". فمعناه كما قال النووي: إن الله تعالى جعل ما ذكر سببا للسلامة من المكروه المترقب من الرؤيا، كما جعل الصدقة وقاية للمال" وسببا لدفع البلاء، "وأما التحول فللتفاؤل بتحول تلك الحال التي كان عليها" عبارة عياض، أمره بذلك تفاؤلا بتحول الرؤيا عن تأويلها المكروه، وأنها لا تضر، كذا لخصه الأبي، وقال غيره أمر بالتحول لتتم يقظته ولمجانبة مكان الشيطان، ولذا أمر الناعس يوم الجمعة بالتحول عن مكانه الأول. قال الحافظ: وأما الصلاة فلما فيها من التوجه إلى الله واللجأ إليه؛ ولأن في التحرم بها عصمة من الأسواء، وبها تكمل الرغبة وتصح الطلبة لقرب المصلي من ربه عند سجوده، "والحكمة في قوله في الرؤيا الحسنة: "ولا تخبر بها إلا من تحب" هي، "لأنه إذا أخبر بها من لا يحب فقد يفسرها له بما"، أي بتفسير "لا يحب، إما بغضا فيه" أي الرائي، "وإما حسدا" للنعمة فيكيده به {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} [يوسف: ٥] ، "فقد تقع على تلك الصفة" إذا كان لها تأويلان أو أكثر، أحدها حسن والآخر سيئ، "أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك" المذكور.