"ومن آداب المعبر ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر أنه كتب إلى أبي موسى: فإذا رأى أحدكم رؤيا" تفريع على شيء قبله لم يتعلق به غرض المصنف، "فقصها على أخيه" أي ذكرها له ليطلب منه تفسيرها، "فليقل" الأخ "خير لنا، شر لأعدائنا، ورجاله ثقات، ولكن سنده منقطع" إذ معمر لم يدرك أبا موسى. "وفي حديث ابن زمل" "بكسر الزاي وإسكان الميم ولام" قال في الإصابة عبد الله بن زمل الجهني، ذكره ابن السكن وقال: روي عنه حديث الدنيا سبعة آلاف سنة، بإسناد مجهول وليس بمعروف في الصحابة، ثم ساق الحديث، وفي إسناده ضعف، قال: وروي عنه بهذا الإسناد أحاديث مناكير، قلت: وجميعها جاء عنه ضمن حديث واحد، أخرجه بطوله الطبراني في المعجم الكبير، وأخرج بعضه ابن السني في اليوم الليلة، ولم أره سمي في أكثر الكتب، ويقال: اسمه الضحاك، ويقال: عبد الرحمن والصواب الأول، والضحاك غلط، فإن الضحاك بن زمل آخر من أتباع التابعين، وقال ابن حبان: عب الله بن زمل, له صحبة، لكن لا أعتمد على إسناد خبره. انتهى. فهو صحابي قطعا، وإن كان إسناد خبره ضعيفا، فجازف صاحب القاموس في قوله: عبد الله بن زمل "بالكسر" تابعي مجهول، غير ثقة، وقول الصغاني صحابي غلط، فإنه الأولى بأن يكون هو الغالط، وصاحب الإصابة لم يذكره في قسم من ذكر في الصحابة غلطا، إنما ذكره في القسم الأول المسلم كون من فيه صحابيا.