وقال بعضهم: من رأى عليه سوارين من ذهب، أصابه ضيق في ذاته مدة، فإن كانا من فضة فهو خير من الذهب، وليس يصلح للرجال في المنام من الحلي إلا التاج والقلادة والعقد والخاتم. قال الحافظ في المغازي: ويؤخذ من هذه القصة منقبة للصديق؛ لأنه صلى الله عليه وسلم تولى نفخ السوارين بنفسه حتى طارا، فأما الأسود فقتل في زمنه، وأما مسيلمة فكان القائم عليه حتى قتل أبو بكر، فقام مقامه صلى الله عليه وسلم في ذلك، ويؤخذ منه أن السوار وسائر آلات الحلي اللائقة بالنساء تعبر للرجال بما يسوءهم ولا يسرهم، ولله أعلم. "ومن ذلك" أي مرائيه وتعبيراته "رؤيته صلى الله عليه وسلم المرأة السوداء الثائرة الرأس" "بمثلثة من ثار الشيء إذا انتشر". "وتعبيرها بنقل وباء المدينة" "بالمد والقصر" مرضها العام لا الطاعون، لأنه لم يدخلها "إلى الجحفة" "بضم الجيم وسكون المهملة" الميقات المعلوم. "روى البخاري" في التعبير من ثلاثة طرق، "من حديث" موسى بن عقبة، عن سالم، "عن" أبيه "عبد الله بن عمر" رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت في المنام امرأة". وفي رواية: "كأن امرأة". "سوداء ثائرة الرأس"، "بمثلثة"، أي منتفش شعر رأسها، ولأحمد وأبي يعلى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة: "ثائرة الشعر تفلة". والمراد شعر الرأس وتفلة، "بفتح الفوقية وكسر الفاء ولام"، أي كريهة الرائحة "خرجت من المدينة" النبوية، كذا في أكثر