للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظنها قد حملت، قال: "قد ولدت غلاما وهو ابنك"، قال: فما باله أسفع أحوى؟ قال: ادن مني، فدنا منه، قال: "هل بك برص تكتمه؟ " قال: نعم والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به أحد، قال: فهو ذاك".

قال: ورأيت النعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان، قال: "ذلك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه وبهجته".

قال: ورأيت عجوزا شمطاء، تخرج من الأرض، قال: "تلك بقية الدنيا".

قال: ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو، ورأيتها تقول: لظى لظى، بصير وأعمى، آكلكم آكلكم وأهلكم ومالكم فقال


سفري هذا عجبا، "رأيت أتانا"، "بفوقية ونون" الأنثى من الحمير، ولا يقال: إتانة، قاله ابن السكيت "تركتها في الحي" وفي رواية: خلفتها في أهلي, "ولدت جديا" الذكر من أولاد المعز "أسفع" بفتح فسكون ففتح أسود مشرب بحمرة "أحوى" كالتأكيد لما قبله، "فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من امرأة تركتها مصرة حملا؟ "، "اسم فاعل من أصر على الشيء أقام عليه"، والمراد أن حملها محقق ثابت، "قال: نعم تركت أمة أظنها قد حملت، قال: "قد ولدت غلاما وهو ابنك" جملة استئنافية دفع بها ما قد يدخل عليه من الريبة إذا رأى اللون الغريب، "قال: فما باله أسفع أحوى", أي ما الحال الداعي إلى مجيئه بهذا اللون المخالف للون أبيه، "قال: ادن مني، فدنا منه، قال: "هل بك برص تكتمه؟ " استفهام تقريري أريد به طلب اعترافه به ليرتب عليه الجواب، فيكون ألزم للحجة، وأمره بالقرب منه لعلمه أنه يخفيه، "قال: نعم" هو بي، ولكن "والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق، ولا علم به أحد" غيرك، فهذا من آياته صلى الله عليه وسلم "قال: "فهو ذاك" أي اللون الذي في ابنك أثر البرص الذي فيك.
"قال" زرارة: "ورأيت النعمان بن المنذر" ملك العرب "وعليه قرطان"، "بضم القاف تثنية قرط، وهو ما يعلق في شحمتي الأذن "ودملجان"، "بضم الدال وضم اللام وفتحها شيء يشبه السوار "ومسكتان"، "بفتح الميم والسين المهملة سواران"، "قال: ذلك ملك"، "بضم فسكون"، "العرب، رجع إلى أحسن زيه"، "بكسر الزاي وشد الياء هيئته"، "وبهجته" حسنه لأن النعمان كان ملكا على العرب، فالمعنى عادت العرب إلى ما كانوا عليه من العز والشرف، وذهبت غلبة الفرس والعجم بظهوره صلى الله عليه وسلم "قال: ورأيت عجوزا شمطاء"، "بزنة حمراء أبيض شعر رأسها"، "تخرج من الأرض، قال: "تلك بقية الدنيا" فلم يبق منها إلا القليل بالنسبة للماضي، كالباقي من عمر العجوز مما مضى، "قال: ورأيت نارا خرجت من الأرض، فحالت بيني وبين ابن لي

<<  <  ج: ص:  >  >>