للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خضراء، فنصب فيها، وفي رأسها عروة، وفي أسفلها منصف -والمنصف الوصيف- فقال: ارقه، فرقيته حتى أخذت بالعروة، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى". رواه البخاري.


عليه.
وفي رواية خرشة: فقلت: والله لأتبعه، فلأعلمن مكان بيته، فانطلق حتى كان يخرج من المدينة، ثم دخل منزله، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقال: ما حاجتك يابن أخي؟ فقلت: سمعت القوم يقولون لما قمت: من سره أن ينظر إلى الرجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا، فأعجبني أن أكون معك، "فقال: سبحان الله، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم" إنكار منه على من قطع له بالجنة، فكأنه ما سمع حديث سعد بن أبي وقاص: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، رواه الشيخان، وكأنهم هم سمعوه، ويحتمل أن يكون هو أيضا سمعه، لكنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا، ويحتمل أن يكون إنكار منه على من سأله عن ذلك، لكونه فهم منه التعجب من خبرهم، فأخبره بأن ذلك لا عجب فيه لما ذكر له من قصة المنام، وأشار بذلك القول إلى أنه لا ينبغي لأحد إنكار ما لا علم له به إذا كان الذي أخبره به من أهل الصدق.
وفي رواية خرشة: فقال: الله أعلم بأهل الجنة، وسأحدثك مم قالوا ذلك فذكر المنام، وهذا يقوى باحتمال أنه أنكر عليهم الجزم، ولم ينكر أصل الأخبار، بأنه من أهل الجنة، وهذا شأن الخائف المراقب المتواضع.
وفي رواية النسائي: الجنة لله يدخلها من يشاء، زاد ابن ماجه: الحمد لله، "إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء" أي وسطها، فعند البخاري في المناقب: رأيت كأني في روضة، ذكر من سمعتها وخضرتها كذا وكذا وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء.
قال الكرماني: يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدي وبالعمود الأركان الخمسة، وبالعروة الوثقى الإيمان، "فنصب فيها"، "بضم النون وكسر المهملة فموحدة" وللمستملي والكشميهني: قبضت "بفتح القاف والموحدة، فضاد معجمة ساكنة، فتاء المتكل"، "وفي رأسها عروة".
وفي رواية المناقب في مسلم: في أعلاه، أي العمود عروة، فيعلم منه أن ضمير رأسها للعمود، وأنثه وهو مذكر باعتبار الدعامة، "وفي أسفلها منصف"، "بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة وبالفاء" ويقال أيضا بفتح الميم.
حكاه عياض وغيره، "والمنصف الوصيف" مدرج في الخبر، وهو تفسير من ابن سيرين،

<<  <  ج: ص:  >  >>