للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية خرشة: بينما أنا نائم أتاني رجل فقال لي: قم، فأخذ بيدي فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد -بجيم ودال مشددة جمع جادة وهي الطريق المسلوك- عن شمالي، قال: فأخذت لآخذ فيها -أي أسير- فقال: لا تأخذ فيها فإنها طريق أصحاب الشمال.

وفي رواية النسائي من طريقه: فبينا أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي، فأردت أن أسلكها، فقال: إنك لست من أهلها.


بدليل قوله في رواية مسلم: فجاءني منصف، قال ابن عود: والمنصف الخادم، كذا قال الحافظ.
وفي البخاري في المناقب: قال لي خليفة: حدثنا معاذ، حدثنا ابن عون عن محمد، حدثنا قيس عن ابن سلام، قال: وصيف مكان منصف، والوصيف الخادم الصغير، ذكرا كان أو أنثى، "فقال" المنصف: "ارقه"، "بهاء السكت" وفي رواية بإسقاطها، "فرقيته"، "بكسر القاف على الأفصح" وحكى فتحها، كذا قال الحافظ وقال عياض: روي "بكسر القاف وفتحها، والفصيح الكسر" أي صعدت "حتى أخذت بالعروة" وفي المناقب: كمسلم، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف، فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك فاستيقظت، وإنها لفي يدي، "فقصصتها" على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: $"يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى". تأنيث الأوثق العقد الوثيق من الحبل الوثيق المحكم، وهو تمثيل للمعلوم بالنظر والاستدلال بالمشاهد، المخصوص حتى يتصوره السامع كأنه ينظر إليه بعينه، فيحكم اعتقاده، والمعنى: وهو آخذ من الدين عقدا وثيقا لا تحله شبهة.
"رواه البخاري" في التعبير، ومسلم في الفضائل، كلاهما من طريق قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن قيس بهذا اللفظ مختصرا، وأخرجاه في المناقب من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، كان يتيما في حجر عمر.
قال أبو داود: له صحبة، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين، مات سنة أربع وسبعين، وروايته عند مسلم، عنه، عن ابن سلام: وسأحدثك مم قالوا: ذلك: "بينا أنا نائم أتاني رجل، فقال لي: قم، فأخذ بيدي، فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد، بجيم ودال مشددة" زاد عياض: ومخففة "جمع جادة، وهي الطريق المسلوك" البين "عن شمالي، قال" عبد الله بن سلام: "فأخذت لآخذ فيها، أي أسير، فقال: لا تأخذ فيها، فإنها طريق أصحاب الشمال".

<<  <  ج: ص:  >  >>