"وفي رواية مسلم" المذكورة عن خرشة، عن ابن سلام عقب قوله الشمال، "فإذا جواد منهج على يميني". قال القرطبي: يرفع منهج على الصفة، أي ظاهر واضح، "فقال لي: خذ" أي سر "ههنا، فأتى بي جبلا، فقال لي: اصعد، قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت" سقطت على استي، كما في مسلم متصلا بقوله: "حتى فعلت ذلك مرارا" قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا، رأسه في السماء وأسفله في الأرض، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، قال: فأخذ بيد، فزجل بي "بزاي وجيم"، أي رفعني، وروي "بحاء مهملة"، بمعناه، قال القرطبي: ورواية الجيم أصح وأولى، قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة، ثم ضرب العمود فخر, وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه كما في مسلم. "وفي رواية" عبد الله "بن عون" البصري، عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد، عن ابن سلام، عند الشيخين، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "تلك الروضة روضة الإسلام" , أي جميع ما يتعلق بالدين، "وذلك العمود عمود الإسلام" أي أركانه الخمسة، أو كلمة الشهادة وحدها، "وتلك العروة عروة الوثقى" أي الإيمان. قال في المفهم: معنى الوثقى القوية التي لا انقطاع لها، وأضيفت عروة هنا إلى صفتها، كمسجد الجامع وصلاة الأولى، ورواه أبو ذر: وتلك العروة الوثقى بدون عروة الثانية، "لا تزال متمسكا بالإسلام" لفظ الصحيحين من هذه الطريق: "فأنت على الإسلام". نعم في مسلم في رواية خرشة: "ولن تزال متمسكا به"، "حتى تموت" وذلك الرجل عبد الله بن سلام. هذا بقية هذه الرواية عندهما، وهو يحتمل أنه قوله، ولا مانع أن يخبر بذلك ويريد نفسه، ويحتمل أنه من كلام الراوي، قاله الحافظ.