للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ما ينظر من صحيح العلامات والأشراط. وقد ظهر أكثر هذه العلامات.

فأما قوله: "حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة" , فيريد فتنة معاوية وعلي بصفين. قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا أول خطب طرق الإسلام.

وتعقبه القرطبي بأن أول أمر دهم الإسلام موت النبي عليه الصلاة والسلام، ثم بعده موت عمر، لأن بموته عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي وكان أول ظهور الشر ارتداد العرب وغير ذلك، وبموت عمر سل سيف الفتنة فقتل عثمان. وكان من قضاء الله وقدره ما كان وما يكون.


فلا يطويانه"، "ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته"، "بكسر اللام وسكون القاف فحاء مهملة" أي ناقته اللبون "فلا يطعمه" أي فلا يشربه، "ولتقومن الساعة وهو يليط"، "بضم التحتية وكسر اللام وسكون التحتية فطاء مهملة" أي يصلح بالطين "حوضه" فيسد شقوقه ليملأه ويسقي منه دوابه، "فلا يسقي فيه" أي تقوم القيامة قبل أن يسقي فيه، "ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته"، "بضم الهمزة" لقمته "إلى فيه" فمه "فلا يطعمها" أي تقوم الساعة قبل أن يضع لقمته في فيه، أو قبل أن يمضغها، أو يبتلعها. وعند البيهقي عن أبي هريرة، رفعه: "تقوم الساعة على رجل أكلته في فيه يلوكها فلا يسيغها ولا يلفظها". وهذا كله إشارة إلى أنها تقوم بغتة، وأسرها رفع اللقمة إلى الفم.
"فهذه ثلاثة عشر علامة، جمعها أبو هريرة في حديث واحد" كما سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم "ولم يبق بعد هذا ما ينظر من صحيح العلامات والأشراط" لقيام الساعة، "وقد ظهر أكثر هذه العلامات، فأما قوله": "حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة" الإسلام، أو أن كلا على الحق، "فيريد فتنة معاوية وعلي بصفين".
"قال القاضي أبو بكر" محمد "بن العربي" الحافظ الفقيه: "وهذا أول خطب طرق الإسلام، وتعقبه القرطبي بأن أول أمر دهم" أي فجأ "الإسلام موت النبي صلى الله عليه وسلم" لانقطاع خبر السماء مع ما آذن به من إقبال الفتن والحوادث والكرب، فهو الخطب الكالح والرزء لأهل الإسلام الفادح، وقد سمع أبو ذؤيب الهذلي في نومه الهاتف يقول:
خطب أجل أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الآطام
قبض النبي محمد محبوبنا ... تهمي الدموع عليه بالنسجام
وهو المصيبة العامة كما قال صلى الله عليه وسلم: "لتعز المسلمين في مصائبهم، المصيبة بي"، يعني لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>