وقال جمع من الصحابة: أنكرنا قلوبنا، أي لم يشاهدوا فيها تلك الأنوار التي كانت في حياته، "وكان أول ظهور الشر ارتداد العرب وغير ذلك" كرفع المنافقين رءوسهم، "وبموت عمر، سل سيف الفتنة" لأنه كان قفلها، وصح أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن الفتن لا تظهر ما دام عمر حيا، "فقتل عثمان، وكان من قضاء الله وقدره ما كان" من الحروب الكثيرة وغيرها، "وما يكون" من ذلك إلى قيام الساعة. "وأما قوله: "دجالون كذابون قريب من ثلاثين"، فقد جاء عددهم معينا من حديث حذيفة" بن اليمان الذي أعلمه صلى الله عليه وسلم بما كان وما يكون إلى قيام الساعة، "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في أمتي دجالون كذابون سبعة"، "بسين فمودة"، "وعشرون: منهم أربع نسوة، منهن: سجاح" التميمية "وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي". "أخرجه الحافظ أبو نعيم" أحمد بن عبد الله الأصبهاني، "وقال: هذا حديث غريب" تفرد به معاوية بن هشام، لكن أخرجه أحمد بسند جيد، وسبق الجمع بينه وبين حديث جابر بن سمرة وثوبان وابن الزبير من الجزم بالثلاثين؛ بأنه على طريق جبر الكسر، وأما ما رواه أحمد وأبو يعلى عن ابن عمر: ثلاثون كذابون أو أكثر، للطبراني عنه: "لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا" فسندهما ضعيف، وعلى تقدير الثبوت فيحمل على المبالغة في الكثرة لا التحديد. "قال القاضي عياض: هذا الحديث قد ظهر، فلو عد من تنبأ من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ممن اشتهر بذلك، لوجد هذا العدد، ومن طالع كتب التواريخ عرف صحة هذا" قال: