للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقع.

وقوله: "حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" لما يرى من عظيم البلاء ورياسة الجهلاء وخمول العلماء وغير ذلك، مما ظهر كثير منه.

وفي حديث أبي هريرة عند الشيخين أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز يضيء لها أعناق الإبل ببصرى". وقد خرجت نار عظيمة على قرب مرحلة من المدينة، وكان بدؤها زلزلة


ولولا الإطالة لنقلنا ذلك، والفرق بين هؤلاء وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة، وذاك يدعي الألوهية مع اشتراك الكل في التمويه والادعاء الباطل.
قال الأبي: دعوى النبوة لفظ أو معنى حتى يدخل فيه ما يقع لكثير، أن يقول: قيل لي أو أذن لي، وقد كان الشيخ ينكر هذه المقالة ويقول: لا أقبلها ولا من المرجاني الذي صحت ولايته قال: وقد اختلف مم يعرف النبي أن الذي يخاطبه ملك، فكيف يصح لغيره أن يأتي بكلام فيه تعمية توهم أن الذي يقول له ذلك ملك، كذا قال وفيه نظر، لأن المراد كما مر عن الحافظ من قامت له شكوة، لا مطلق من ادعى النبوة، إذ لا يحصون كثرة، وغالبهم ينشأ له ذلك من جنون أو سوداء، وليس قول من قال من الأولياء: قيل لي أو أذن لي من دعوى النبوة في شيء، إنما هو من باب الإلهام والإلقاء في القلب المشار إليه بحديث: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: ٧٥] .
أخرجه الترمذي مرفوعا، "وقوله: حتى يقبض العلم، فقد قبض العلم ولم يبق إلى رسمه" أثره الدال عليه، "وأما الزلازل فوقع منها شيء كثير، وقد شاهدنا بعضها".
"وأما قوله: حتى يكثر فيكم المال، أو حتى يهم رب المال" كذا في نسخ, وفي بعضها: الرجل موافقة لما قدم، لكن الذي في البخاري رب المال كما مر، "فهذا مما لم يقع" وقدمت تفصيله.
"وقوله: حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه" ذلك "لما يرى من عظيم البلاء ورياسة الجهلاء وخمول" "بضمتين" "العلماء" سقوطهم وعدم حظهم، مأخوذ من خمل المنزل خمولا إذا عفا ودرس "وغير ذلك مما ظهر كثير منه".
زاد عياض: أو لما يرى من البلاء والمحن والفتنة، كما قال في الحديث الآخر: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا المقتول على أي شيء قتل" رواه مسلم، وعلى الوجهين: فقد وقع ما أخبره به صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>