وفي البيضاوي: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} ، فافزع إلى الله تعالى فيما نابك بالتسبيح والتحميد، يكفك ويكشف الغم عنك، أو فنزهه عما يقولون حامدا له على أن هداك للحق، وكن من الساجدين من المصلين، وعنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة. "واختلف العلماء في أنه كيف صار الإقبال على مثل هذه الطاعات سببا لزوال ضيق القلب والحزن" أشار إلى أن القلب هو المراد بالصدر في الآية، عبر بالصدر عنه مجازا لمجاورته له، وإلا فحقيقة الصدر ما نزل عن العظام عن الترقوتين إلى المعدة، وهي المنخسف تحته، "فحكى الإمام فخر الدين الرازي عن بعض المحققين أنه قال: إذا اشتغل الإنسان بمثل هذه الأنواع من العبادات انكشفت له أضواء عالم الربوبية" أي العالم الذي يتعلق به علم الرب تعالى مما غاب عن إدراكنا، "ومتى حصل ذلك الانكشاف صارت الدنيا بالكلية" أي بجملتها "حقيرة" عنده، "وإذا صارت حقيرة خف على القلب فقدانها"، "بكسر الفاء" عدمها مصدر لفقد "بفتح فسكون"، "ووجدانها"، "بكسر الواو" مصدر وجد ووجود أيضا في لغة، "فلا يستوحش من فقدانها ولا يستريح بوجدانها" لحقارتها، "وعند ذلك يزول الحزن والغم، وقال أهل السنة: إذا نزل بالعبد بعض المكاره فزع"، "بكسر الزاي وفتحها" التجأ "إلى الطاعات، كأنه يقول: تجب علي عبادتك، سواء أعطيتني الخيرات" التي تسر، "أو ألقيتني