للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنا قرامك هذا فإنه لا يزال تصاوير تعرض لي في صلاتي". البخاري.

فلو كان يغمض عينيه لما عرضت له في صلاته، وقد اختلف الفقهاء في كراهته، والحق أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع كأن يكون في قبلته زخرفة أو غيرها مما يشغل قلبه فلا يكره التغميض قطعا بل ينبغي أن يكون مستحبا في هذه الحالة.

وقد كانت صلاته صلى الله عليه وسلم متوسطة، عارية عن الغلو كالوسوسة في عقد النية، ورفع الصوت بها، والجهر بالأذكار والدعوات التي شرعت سرا، وتطويل ما السنة تخفيفه، كالتشهد الأول، إلى غير ذلك مما يفعله كثير ممن ابتلي بداء الوسوسة، عافانا الله منها.

وهي نوع من الجنون، وصاحبها بلا ريب مبتدع مستنبط في أفعاله وأقواله


الشأن "لا يزال تصاوير" بغير ضمير.
وفي رواية: تصاويره بإضافته إلى الضمير فضمير فإنه، قال الحافظ: يحتمل عوده للثوب "تعرض" بفتح أوله وكسر الراء تلوح، وللإسماعيلي تعرض بفتح العين وشد الراء، وأصله تتعرض "لي في صلاتي" ولم يعد الصلاة ولم يقطعها، وفي رواية للنسائي: فإني إذا رأيته ذكرت الدنيا، "رواه البخاري" في الصلاة واللباس والنسائي "فلو كان يغمض لما عرضت" تصاويره "له في صلاته.
"وقد اختلف الفقهاء في كراهته" لما فيه من التعمق في الدين وعدم كراهته، "والحق أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع فهو أفضل" اتباعا للفعل النبوي، "وإن كان يحول بينه وبين الخشوع، كأن يكون في قبلته زخرفة أو غيرها مما يشغل قلبه، فلا يكره التغميض قطعا، بل ينبغي أن يكون مستحبا في هذه الحالة" لكونه وسيلة إلى عدم ذهاب الخشوع المطلوب.
"وقد كانت صلاته صلى الله عليه وسلم متوسطة عارية عن الغلو" أي: التشديد ومجاوزة الحد، قال تعالى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: ١٧١] ، وقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين". رواه أحمد والنسائي: "كالوسوسة في عقد النية ورفع الصوت بها، والجهر بالأذكار والدعوات التي شرعت سرا", كالتسبيح والدعاء في الركوع والسجود، "وتطويل ما السنة تخفيفه، كالتشهد الأول" وتقصير الثانية عن الأولى "إلى غير ذلك مما يفعله كثير ممن ابتلي بداء الوسوسة، عافانا الله منها، وهو نوع من الجنون، وصاحبها بلا ريب" بلا شك "مبتدع مستنبط في أفعاله وأقواله شيئا لم يفعله

<<  <  ج: ص:  >  >>