للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من الصحابة. وقد قال عليه السلام: "إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها". وعنه أيضا: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كان محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".

ومما نسب إلى إمام الحرمين: الوسوسة نقص في العقل، جهل بأحكام الشرع.

ومن غرائب ما يتفق هؤلاء الموسوسين، أن بعضهم يشتغل بتكرير الطهارة حتى تفوته الجماعة، وربما فاته الوقت، ومنهم من يشتغل في النية حتى تفوته التكبيرة، وربما تفوته ركعة أو أكثر، ومنهم من يحلف أن لا يزيد على هذه التكبيرة ثم يكذب.

ومن العجب أن بعضهم يتوسوس في حال قيامه حتى يركع الإمام، فإذا خشي فوات الركوع كبر سريعا وأدركه، فمن لم تحصل له النية في القيام الطويل


النبي صلى الله عليه وسلم" ولم يقله "ولا أحد من الصحابة".
"وقد قال عليه السلام" أثناء حديث في مسلم وغيره عن جابر ""إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم" بفتح الهاء وسكون الدال فيهما، أي أحسن الطرق طريقه وسمته وسيرته، "وشر الأمور محدثاتها" جمع محدثة، وهي ما لم يعرف من كتاب ولا سنة ولا إجماع.
قال الطيبي وغيره: روي "شر" بالنصب عطفا على اسم إن وهو الأشهر، وبالرفع عطفا على محل إن مع اسمها، "وعنه" صلى الله عليه وسلم "أيضا": "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". أي صاحبها، "ومما نسب إلى إمام الحرمين: الوسوسة نقص في العقل, جهل بأحكام الشرع" إذ لو كان عاقلا أو عالما ما توسوس "ومن غرائب ما يتفق هؤلاء الموسوسين" بفتح الواو اسم مفعول، "أي: الموسوس إليهم من الشيطان، ففيه حذف وإيصال.
وفي التنزيل: فوسوس إليه الشيطان "أن بعضهم يشتغل بتكرار الطهارة حتى تفوته الجماعة، وربما فاته الوقت" رأسا.
"ومنهم من يشتغل في النية حتى تفوته التكبيرة، وربما تفوقه ركعة أو أكثر" وربم فاتته الصلاة مع الإمام رأسا.
"ومنهم من يحلف أنه لا يزيد على هذه التكبيرة، ثم يكذب" فيزيد، "ومن العجب أن بعضهم يتوسوس في حال قيامه حتى يركع الإمام، فإذا خشي فوات الركوع كبر سريعا

<<  <  ج: ص:  >  >>