للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثالث: في ذكر تهجده صلوات الله وسلامه عليه

قال الله تعالى له عليه الصلاة والسلام: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء: ٧٩] أي بالقرآن، والمراد منه الصلاة المشتملة على القرآن.

والهجود في اللغة: النوم، وعن أبي عبيدة: الهاجد: النائم، والهاجد: المصلي بالليل، وعن الأزهري: الهاجد: النائم، وقال المازني: التهجد: الصلاة بعد الرقاد، ثم صلاة أخرى بعد رقدة، ثم صلاة أخرى بعد رقدة، قال: وهكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الباب الثالث: في ذكر تهجده صلوات الله وسلامه عليه
وما يتعلق بذلك من الأحكام وفضل التهجد، "قال الله تعالى له عليه الصلاة والسلام: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} أي: بالقرآن، والمراد منه" أي: من الضمير في به "الصلاة المشتملة على القرآن والهجود في اللغة: النوم" فمعنى تهجدا ترك النوم بالاشتغال بالصلاة، وفي البخاري رواية أبي ذر الهروي: فتهجد به: اسهر به، قال الحافظ: وحكاه الطبري أيضا، وفي المجاز لأبي عبيدة قوله: فتهجد به، أي: اسهر بصلاة الليل، وتفسير التهجد بالسهر معروف في اللغة، وهو من الأضداد، يقال: تهجد إذا سهر، وتهجد إذا نام، حكاه الجوهري وغيره، ومنهم من فرق بينهما، فقال: هجدت نمت، وتهجدت سهرت، حكاه أبو عبيدة وصاحب العين، فعلى هذا أصل الهجود النوم، ومعنى تهجدت طرحت عني النوم.
"وعن أبي عبيدة" بضم أوله آخره هاء تأنيث معمر بن المثنى التيمي، مولاهم البصري، النحوي اللغوي، صدوق، إخباري، رمي برأي الخوارج، مات سنة ثمان ومائتين، وقيل بعد ذلك، وقد قارب المائة "الهاجد: النائم والهاجد: المصلي بالليل" فهو من الأضداد، "وعن الأزهري الهاجد: النائم" والجمع هجود، "وقال المازني" أبو عثمان: "التهجد: الصلاة بعد الرقاد" أي: النوم ليلا هنا وإن كان الأصح لغة أن الرقاد النوم ليلا أو نهارا للمقابلة في قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: ١٨] "ثم" بعد الصلاة الأولى "صلاة" فرفع مبتدأ حذف خبره "أخرى بعد رقده" أي: نومة، "ثم صلاة أخرى" كذلك "بعد رقدة، قال: وهكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الطبري: التهجد السهر بعد نومه، ثم ساقه عن جماعة

<<  <  ج: ص:  >  >>