"وقوله: {نَافِلَةً لَكَ} أي: عبادة زائدة في فرائضك" أي: الأمور المفروضة عليك صلاة أو غيرها خصصت بها دون أمتك، لأن النفل لغة الزيادة، فلا ينافي أنه واجب عليه زيادة في رفع درجاته، "ويمكن نصرة هذا القول" أي: تقويته ببيان دليله، "بأن قوله" تعالى: {فَتَهَجَّدْ} أمر، وصيغة الأمر للوجوب" وضعا، "فوجب كون هذا التهجد واجبا" عليه صلى الله عليه وسلم كما هو قول الأكثر ومالك. "وروى الطبري" محمد بن جرير: ونسخة الطبراني تصحيف، فالذي في الفتح الطبري، "عن ابن عباس أن النافلة، أي: الزيادة للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة" دون غيره والهاء للتأكيد، "لأنه أمر بقيام الليل" بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: ١, ٢] "وكتب" فرض "عليه دون أمته وإسناده عيف" لكن تقوى بالأمر في الآية، "وقيل: معناه زيادة لك خالصة" من الشوائب "لأن تطوع غيره يكفر ما على صاحبه من ذنب" من الصغائر، "وتطوعه هو صلى الله عليه وسلم يقع خالصا له" لا شائبة فيه من جبر واجب يفعله، إذ لا يقع خلل في شيء من عباداته، "لكونه لا ذنب عليه". زاد الحافظ: وروى معنى ذلك الطبري وابن أبي حاتم عن مجاهد بإسناد حسن، وعن قتادة كذلك، ورجح الطبري الأول، وليس الثاني ببعيد من الصواب، "فكل طاعة يأتي بها عليه الصلاة والسلام سوى المكتوبة إنما تكون لزيادة الدرجات وكثرة الحسنات" إذ لا ذنب تكفره الطاعات، "فلهذا سمي نافلة" أي: زيادة "بخلاف الأمة، فإن لهم ذنوبا محتاجة إلى الكفارات، فهذه الطاعات يحتاجون إليها لتكفير الذنوب والسيئات" كما قال تعالى: {إِنَّ