للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العشاء قط فدخل بيتي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات. رواه أبو داود.

وكان صلى الله عليه وسلم يقوم إذا سمع الصارخ رواه البخاري ومسلم عن عائشة. وهو يصرخ في النصف الثاني.

وقالت عائشة: كان عليه الصلاة والسلام ينام أول الليل ويقوم آخره، فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل، وإلا توضأ


عائشة رضي الله عنها: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل بيتي إلا صلى أربع ركعات" تارة، "أو ست ركعات" أخرى، فأو للتنويع لا للشك على الظاهر، "رواه أبو داود وكان صلى الله عليه وسلم يقوم إذا سمع الصارخ" أي الديك، لأنه يكثر الصياح في الليل، "رواه البخاري" في الرفاق، وفي موضعين من الصلاة "ومسلم" وأبو داود والنسائي كلهم في الصلاة "عن عائشة وهو يصرخ في النصف الثاني.
قال الحافظ: وقع في مسند الطيالسي في هذا الحديث، والصارخ: الديك والصرخة: الصيحة الشديدة وجرت العادة أن الديك يصيح عند نصف الليل غالبا، قاله محمد بن نصر، قال ابن التين: هو موافق لقول ابن عباس نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، وقال ابن بطال: الصارخ يصرخ عند ثلث الليل، فكأنه كان يتحرى الوقت الذي ينادي فيه هل من سائل كذا انتهى.
وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد جيد عن زيد بن خالد الجهني، مرفوعا: "لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة". وفي لفظ: "فإنه يدعوا إلى الصلاة" قال المصنف: وليس المراد أنه يقول بصراحة حقيقة الصلاة، بل جرت العادة أنه يصرخ صرخات متتابعات عند طلوع الفجر، وعند الزوال فطرة فطره الله عليها ويذكر الناس بصراخه الصلاة.
وفي الطبراني مرفوعا: "إن لله ديكا أبيض ناحاه موشحان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ جناح بالمشرق وجناح بالمغرب رأسه تحت العرش وقوائمه في الهواء يؤذن في كل سحر يسمع تلك الصيحة أهل السماوت والأرض إلا الثقلين، فعند ذلك تجيبه ديوك الأرض، فإذا دنا يوم القيامة، قال الله: ضم جناحيك وغض صوتك، فتعلم أهل السموات والأرض إلا الثقلين أن الساعة قد اقتربت". وله وللبيهقي وابن عدي وضعفه عن جابر رفعه: "إن لله ديكا رجلاه في التخوم وعنقه تحت العرش مطوية، فإذا كان هنة من الليل صاح سبوح قدوس فصاحت الديكة".
"وقالت عائشة: كان عليه الصلاة والسلام ينام أول الليل ويقوم آخره" لفضله، ولأنه أقرب إلى الإجابة "فيصلي" حزبه، أي: أن هذا كان آخر فعله أو أغلب حاله وإلا فقد قالت عائشة: من كل الليل أوتر صلى الله عليه وسلم من أوله وآخره وأوسطه وانتهى وتره إلى السحر، "ثم يرجع إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>