للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خرج. رواه الشيخان.

وقالت أيضا: كان عليه الصلاة والسلام ربما اغتسل في أول الليل، وربما اغتسل في آخره، وربما أوتر في الليل، وربما أوتر في آخره، وربما جهر بالقراءة، وربما خفت.

وقالت أم سلمة كان يصلي بنا ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح. رواه أبو داود والنسائي، والترمذي.


فراشه" في رواية مسلم، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام، أي: ليستريح من تعب القيام وينشط لصلاة الصبح والنوم بعد قيام الليل مستحسن، لأنه يذهب تعب السهر وصفرة الوجه، "فإذا أذن المؤذن" ولمسلم: فإذا كان عند النداء الأول "وثب" بمثلثة وموحدة نهض وقام بسرعة ففيه النشاط، زاد الأسود عند مسلم: ولا والله ما قالت قام، "فإن كانت به حاجة" للغسل بأن جامع قبل أن ينام "اغتسل" وللأسود عند مسلم، عنها: فأفاض عليه الماء ولا والله ما قالت اغتسل وأنا أعلم ما تريد، قال الحافظ: وكان بعض الرواة ذكره بالمعنى وحافظ بعضهم على اللفظ، "وإلا" يكن جامع "توضأ" زاد مسلم: ثم صلى ركعتين، "ثم خرج" إلى المسجد للصلاة، وفي التعبير بثم فائدة هي أنه كان يقضي حاجته من نسائه بعد إحياء الليل بالتهجد، فإن الجدير به أداء العبادة قبل قضاء الشهوة مع أنها في حقه عبادة مطلقا، قال الطيبي: ويمكن أن ثم هنا لتراخي الأخبار، أخبرت أولا أن عادته كانت مستمرة بنوم أول الليل، وقيام آخر، ثم يتفق أحيانا أن يقضي حاجته ثم ينام في كلتا الحالتين، فإذا انتبه عند النداء الأول اغتسل إن كان جنبا وإلا توضأ، "رواه الشيخان" واللفظ للبخاري، "وقالت" عائشة "أيضا: كان عليه الصلاة والسلام ربما اغتسل في أول الليل" من الجنابة، "وربما اغتسل في آخره" بعد النوم على وضوء وإن كان جنبا كما دلت عليه الأخبار الجياد، كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وغلطوا رواية من روى كان ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء، وعلى تقدير صحته ففعله أحيانا لبيان الجواز.
"وربما أوتر في أول الليل وربما أوتر في آخره،" وهو أغلب أحواله، "وربما جهر" أعلن "بالقراءة وربما خفت" أسر بها لبيان الجواز وإن كان الأفضل في صلاة الليل الجهر، "وقالت أم سلمة" هند أم المؤمنين: "كان" صلى الله عليه وسلم "يصلي بنا" بعد صلاة العشاء والتسبيح ما شاء، كما في رواية النسائي التالية: "ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، رواه أبو داود والنسائي والترمذي" ولا يعارضه حديث عائشة قبله، لأن كلا منها ومن أم سلمة أخبر بما شاهده من حاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>