"وعن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليا، إلا رأيناه مصليا، "ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه". قال الحافظ: أي أن صلاته ونومه كان يختلف بالليل ولا يرتب وقتا معينا، بل بحسب ما تيسر له القيام، ولا يعارضه قول عائشة: كان إذا سمع الصارخ قام، فإن عائشة تخبر عما لها عليه اطلاع، وذلك أن صلاة الليل كانت تقع منه غالبا في البيت، فخبر أنس محمول على ما وراء ذلك، وعنها: من كل الليل أوتر، فدل على أنه لا يخص الوتر بوقت بعينه، "رواه النسائي" والبخاري في قيام الليل وفي الصيام عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم لا تشاء أن تراه من الليل صليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته، "وكان إذا استيقظ" أي: انتبه "من الليل قال: "لا إله إلا أنت سبحانك اللهم" وأسبح "بحمدك، أستغفرك لذنبي" هضما لنفسه واستقصارا لعمله واعترافا بالعبودية، "وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما" عملا بقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤] ، "ولا تزغ" تمل عن الحق "قلبي بعد إذ هديتني" أرشدتني إليه "وهب لي من لدنك" من عندك "رحمة" تثبيتا "إنك أنت الوهاب". رواه أبو داود من حديث عائشة" فيه تقصير، فقد رواه البخاري من حديثها، "وعنها" أيضا "كان عليه الصلاة والسلام إذا هب" بهاء