للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية للنسائي: كان يصلي العتمة، ثم يسبح ثم يصلي بعدها ما شاء الله من الليل ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى ثم يستيقظ من نومه فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح.

وعن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه.

وكان إذا استيقظ من الليل قال: "لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب". رواه أبو داود من حديث عائشة.

وعنها: كان عليه الصلاة والسلام إذا هب من الليل كبر الله عشرا،


"وفي رواية للنسائي" أيضا عن أم سلمة: "كان يصلي العتمة"، "بفتحتين" العشاء، وصح النهي عن تسميتها عتمة، "ثم يسبح، ثم يصلي ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف" من الصلاة "فيرقد مثل" أي: قدر "ما صلى ثم يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح" أحيانا، فلا يخالف قوله عائشة، فإذا أذن المؤذن ... إلخ.
"وعن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليا، إلا رأيناه مصليا، "ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه".
قال الحافظ: أي أن صلاته ونومه كان يختلف بالليل ولا يرتب وقتا معينا، بل بحسب ما تيسر له القيام، ولا يعارضه قول عائشة: كان إذا سمع الصارخ قام، فإن عائشة تخبر عما لها عليه اطلاع، وذلك أن صلاة الليل كانت تقع منه غالبا في البيت، فخبر أنس محمول على ما وراء ذلك، وعنها: من كل الليل أوتر، فدل على أنه لا يخص الوتر بوقت بعينه، "رواه النسائي" والبخاري في قيام الليل وفي الصيام عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم لا تشاء أن تراه من الليل صليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته، "وكان إذا استيقظ" أي: انتبه "من الليل قال: "لا إله إلا أنت سبحانك اللهم" وأسبح "بحمدك، أستغفرك لذنبي" هضما لنفسه واستقصارا لعمله واعترافا بالعبودية، "وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما" عملا بقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤] ، "ولا تزغ" تمل عن الحق "قلبي بعد إذ هديتني" أرشدتني إليه "وهب لي من لدنك" من عندك "رحمة" تثبيتا "إنك أنت الوهاب". رواه أبو داود من حديث عائشة" فيه تقصير، فقد رواه البخاري من حديثها، "وعنها" أيضا "كان عليه الصلاة والسلام إذا هب" بهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>