"قال القرطبي" أبو العباس في شرح مسلم: "أشكلت روايات عائشة على كثير من أهل العلم" لتباينها ببادي الرأي "حتى نسب بعضهم حديثها إلى الاضطراب" الموجب للضعف، "وهذا إنما يتم لو كان الراوي عنها واحدًا وأخبرت عن وقت واحد، والصواب أن كل شيء ذكرته من ذلك محمول على أوقات متعددة" بحسب اتساع الوقت تارة وضيقه أخرى، والمرض والصحة ونحو ذلك "وأحوال مختلفة بحسب النشاط وبيان الجواز" لفظ القرطبي: وليبين أن ذلك جائز "انتهى". "فأما ما أجابت به مسروقا" حين سألها، "فمرادها أن ذلك وقع منه في أوقات مختلفة، فتارة يصلي سبعا" بسين فموحدة، "وتارة يصلي تسعا" بفوقية فسين، "وتارة إحدى عشرة، وأما حديث القاسم عنها: فمحمول على أن ذلك كان غالب أحواله" وبهذا تجتمع رواياتها وتدفع دعوى اضطرابها "قيل: والحكمة في عدم الزيادة على إحدى عشرة" ركعة في تهجد الليل "أن التهجد والوتر مخصوصان بصلاة الليل وفرائض النهار الظهر وهي أربع والعصر وهي أربع والمغرب وهي ثلاث وتر النهار، فناسب أن تكون صلاة الليل كصلاة النهار في العدد جملة وتفصيلا، وأما مناسبة ثلاث عشرة، فبضم صلاة الصبح لكونها نهارية إلى ما بعدها.