للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعائه -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في الموقف: "اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر، اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح" رواه الترمذي من حديث علي.

وفي رواية ذكرها رزين: كان أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام يوم عرفة بعد قوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له: اللهم لك الحمد كالذي نقول، اللهم لك


فيستحب استقبالها في الوقوف بعرفة للاتباع، ثم فصل المصنف حديث جابر بجمل ويأتي له بقية، فقال: "وكان أكثر دعائه -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في الموقف" عشية عرفة "اللهم لك الحمد كالذي نقول" بالنون، أي: كالذي نحمدك به من المحامد "وخيرًا مما نقول" بالنون وهو ما حمدت به نفسك؛ لأنا لا نقدر على الثناء عليك فهو نحو قوله: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "اللهم لك صلاتي ونسكي" الذبح في الحج والعمرة أو نفس الحج، أو عبادتي كلها "ومحياي ومماتي" حياتي وموتي، يعني: جميع طاعتي في حياتي، وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح خالص لك "وإليك" لا إلى غيرك "مآبي" بميم فهمزة مفتوحة فألف فموحدة وبالمد مرجعي "ولك رب تراثي" بفوقية مضمومة ومثلثة، أي: ما أخلفه، فبين بهذا أنه لا يورث كحديث: "لا نورث ما تركناه فهو صدقة" وأن ما يخلفه غيره لورثته من بعده "اللهم إني أعوذ بك من عذاب" أي: عقوبة "القبر" أضيف إليه لوقوعه فيه "ووسوسة الصدر" أي: حديث النفس بما لا ينبغي من أمور الدنيا، فإن قلب ابن آدم بكل واد شعبة "وشتات الأمر" أي: افتراقه "اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح" جمع: ريح "وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح" سأل الله خير المجموعة؛ لأنها للرحمة، وتعوذ من شر المفردة؛ لأنها للعذاب على ما جاء في أسلوب الكتاب، نحو: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ، ونحو الريح العقيم {رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ} ، وقد ترد للطيبة إذا وصفت بها، نحو: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} ، زاد في رواية: ومن شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر بوائق الدهر "رواه الترمذي من حديث علي" أمير المؤمنين، وقال: ليس إسناده بقوي.
"وفي رواية ذكرها رزين" ابن معاوية السرقسطي الأندلسي في جامعه: "كان أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام يوم عرفة بعد قوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وبهذه الزيادة علم أنه لا مخالفة بين هذا الحديث وبين حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي: كان أكثر دعائه -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة: "لا إلا إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>