للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، وعليك يا رب ثوابي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن وسوسة الصدر، ومن شتات الأمر، ومن شر كل ذي شر".

وفي الترمذي: "أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

وكان من دعائه في عرفة أيضا -كما في الطبراني الصغير- من حديث ابن عباس: "اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى


قدير".
أخرجه أحمد برجال ثقات: "اللهم لك الحمد كالذي نقول": لم يقل هنا وخيرا مما تقول تقصيرا من بعض رواته "اللهم لك صلاتي ونسكي" عام بعد خاص إن أريد به العبادات كلها ومغاير إن أريد الذبح في الحج والعمرة "ومحياي ومماتي وإليك مآبي وعليك يا رب ثوابي" فضلا منك بوعدك إثابة الطائع وأنت لا تخلف الميعاد "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن وسوسة الصدر" قال ذلك اعترافا بالعبودية وخوصا للألوهية أو تعليما لأمته وإلا فهو عالم بأنه لا يعذب في قبره ولا يوسوس في صدره "ومن شتات الأمر" افتراقه "ومن شر كل ذي شر" من إنس وجن وغيرهما، كالدواب والهوام.
"وفي الترمذي: "أفضل الدعاء" مبتدأ خبره "يوم عرفة".
وفي الموطأ: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، أي: أعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به اليوم وأن يريد به الحاج خاصة، قاله الباجي.
"وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي" وفي حديث علي عند ابن أبي شيبة: أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد" زاد في حديث أبي هريرة عند البيهقي: يحيي ويميت بيده الخير "وهو على كل شيء قدير".
قال ابن عبد البر: يريد أنه أكثر ثوابا، ويحتمل أفضل ما دعا به والأول أظهر؛ لأنه أورده في تفضيل الأذكار بعضها على بعض والنبيون يدعون بأفضل الدعاء.
"وكان من دعائه في عرفة أيضا كما في" معجم "الطبراني الصغير" وكذا الكبير بإسناد ضعيف، كما قال الحافظ الزين العراقي وغيره "من حديث ابن عباس" قال: كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع عشية عرفة: "اللهم إنك تسمع كلامي" أي: لا يعزب عنك مسموع وإن خفي بغير جارحة "وترى مكاني" سواء كنت في ملأ أو خلاء، وفيه أن سمعه متعلق بالمسموعات وبصره بالمبصرات، وعليه أهل السنة "وتعلم سري": ما أخفي "وعلانيتي":

<<  <  ج: ص:  >  >>