ودعوتني وعلمت أنك صادق ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا فاقتصر على أمره له بقوله: لا إله إلا الله فإذا أقر بالتوحيد لم يتوقف على الشهادة له بالرسالة، قاله الحافظ. "كلمة" نصب بدل من مقول القول وهو لا إله إلا الله أو على الاختصاص، قال الطبيبي: والأول أحسن ويجوز الرفع، أي: هي كلمة "أستحل لك بها الشفاعة" وفي الوفاة أحاج، وفي الجنائز أشهد لك بها عند الله، قال الطيبي: مجزوم على جواب الأمرن أي: أن تقل أشهد. وقال الزركشي: في موضع نصب صفة كلمة. قال الحافظ: كأنه -صلى الله عليه وسلم- فهم امتناعه من الشهادة في تلك الحالة أنه ظن أن ذلك لا ينفعه لوقوعه عند الموت، أو لكونه لم يتمكن عن سائر الأعمال كالصلاة وغيرها، فلهذا ذكر له المحاجة، وأما لفظ الشهادة فيحتمل أن يكون ظن أن ذلك لا ينفعه إذا لم يحضره حينئذ أحد من المؤمنين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فطيب قلبه بأنه يشهد له بها، فينفعه "يوم القيامة" والشفاعة لا تستلزم أن تكون عن ذنب، بل تكون على نحو رفع الدرجات في الجنة فلا يشكل بأن الإسلام يجب ما قبله، فأي ذنب يشفع فيه لو أسلم ويتعسف الجواب بأنها فيما يحصل من الذنوب بتقدير وقوعها، "فلما رأى أبو طالب حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم" على إيمانه "قال له يابن أخي، لولا مخافة" قول "قريش إني إنما قلتها جزعا" بجيم وزاي خوفا؛ كما نقله النووي عن جميع روايات المحدثين وأصحاب الأخبار، أو بخاء معجمة وراء مفتوحتين؛ كما قاله الهروي وثعلب وشمر