للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإهلاكم، وإما بنجاتهم، وأما الدعوات الخاصة: فمنها ما يستجاب, ومنها ما لا يستجاب. وقيل: لكل نبي منهم دعوة تخصه لدنياه أو لنفسه، كقول نوح: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: ٢٦] وقول زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي} [مريم: ٦] وقول سليمان: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} .

وأما قول الكرماني في شرحه على البخاري: فإن قلت: هل جاز أن لا يستجاب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لكلّ نبي دعوة مستجابة، وإجابة الباقي في مشيئة الله تعالى، فقال العيني: هذا السؤال لا يعجبني؛ لأن فيه بشاعة، وأنا لا أشك أن جميع دعوات النبي -صلى الله عليه وسلم- مستجابة. وقوله: "لكل نبي دعوة مستجابة" لا ينفي ذلك؛ لأنه ليس بمحصور. انتهى. ولم ينقل أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا بشيء فلم يستجب له.

وفي هذا الحديث بيان فضيلة نبينا -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء؛ حيث آثر أمته


وأما الدعوات الخاصة: فمنها ما يستجاب, ومنها ما لا يستجاب" بعين المطلوب لا مطلقًا، فلا يرد أن آحاد المؤمنين يستجاب لهم بإحدى ثلاث كما مَرَّ. "وقيل: لكلٍّ منهم دعوة تخصه لدنياه أو لنفسه، كقول نوح: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} فهذه دعوة لإصلاح دنياه, "وقول زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي} فهذه لنفسه, "وقول سليمان: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي} لا يكون {لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فهذه لنفسه.
"وأما قول الكرماني" محمد بن يوسف "في شرحه على البخاري: فإن قلت: هل جاز أن لا يستجاب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم, قلت: لكل نبي دعوة مستجابة, وإجابة الباقي في مشيئة الله" تعالى، فيجوز أن لا يستجاب بعضها في الدنيا وأكثرها مجاب, "فقال العيني" بدر الدين محمود: "هذا السؤال لا يعجبني؛ لأن فيه بشاعة" كراهة "وأنا لا أشك أن جميع دعوات النبي -صلى الله عليه وسلم- مستجابة".
"وقوله: "لكل نبي دعوة مستجابة" لا ينفي ذلك؛ لأنه ليس بمحصور. انتهى" أي لم يقل: لا يستجاب لكل نبي إلّا دعوة, وهذا قد سبقه إلى نحوه بعض شراح المصابيح، وقد تعقَّبه الطيبي بأن غفلة عن الحديث الصحيح.
"سألت الله ثلاثًا فأعطاني اثنين ومنعنى واحدة" انتهى. وبه يتعقّب أيضا قوله: "ولم ينقل أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا بشيء فلم يستجب له" بل نقل كما رأيت "وفي هذا الحديث بيان فضيلة

<<  <  ج: ص:  >  >>