"وأمَّا حديث أبي هريرة عند البخاري" ومسلم وغيرهما "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لكل نبي دعوة" وقوله: "مستجابة" إنما وقعت في رواية أبي ذر وحده للبخاري, ولم تقع لباقي رواته, ولا هي في الموطأ الذي أخرجه البخاري من طريقه ولا في مسلم "يدعو بها" بهذه الدعوة "وأريد أن أختبيء" بسكون المعجمة وفتح الفوقية وكسر الموحدة فهمزة- أي: أدَّخِر "دعوتي" المقطوع بإجابتها "شفاعة لأمتي في الآخرة" في أهمّ أوقات حاجتهم. "فقد استشكل ظاهره بما ذكرته" من الأحاديث, وفيها كلها أنه استجيب له ما دعا به, "وبما وقع لنبينا ولكثير من الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- من الدعوات المجابة" التي لا تحصى "فإن ظاهره أنَّ لكل نبي دعوة مستجابة فقط" تعليل للإشكال. وأجيب بأن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها, وما عدا ذلك من دعواتهم فهي على رجاء الإجابة" على غير يقين ولا وعد. "وقيل: معنى قوله: "لكل نبي دعوة" أي: هي "أفضل دعواته, ولهم دعوات أخرى" ليست أفضل وإن كانت مجابة. "وقيل: لكل نبي منهم دعوة عامَّة مستجابة في أمته، إما بإهلالكم وإما بنجاتهم،