للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلب -صلى الله عليه وسلم- معاوية بن أبي سفيان، فقيل له: إنه يأكل، فقال في الثانية: "لا أشبع الله بطنه" فما شبع بطنه أبدًا، رواه البيهقي من حديث ابن عباس، وكان معاوية رديفه يومًا فقال: يا معاوية، ما يليني منك قال: بطني؟ قال: "اللهمّ املأه علمًا وحلمًا". رواه البخاري في تاريخه.

وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي ثروان: "اللهم أطل شقاءه وبقاءه" فأدرك شيخًا كبيرًا شقيًّا يتمنَّى الموت.

وكم له -صلى الله عليه وسلم- من دعوات مستجابات، وقد أفرد القاضي عياض بابًا في


العين وسكون المثناة التحتية" الأشجعي، كما سُمِّيَ بذلك في رواية الدارمي وابن حبان والطبراني عن سلمة، ولا دلالة فيه على وجوب الأكل باليمين؛ لأن الدعاء ليس لترك المستحب، بل لقصده المخالفة كبرًا بلا عذر، ومَرَّ لذلك مزيد في المقصد الثالث,: "وطلب -صلى الله عليه وسلم- معاوية بن أبي سفيان, فقيل له: إنه يأكل، فقال في الثانية: "لا أشبع الله بطنه" دعاء عليه على المتبادر، ويدل عليه قول: "فما شبع بطنه أبدًا", زعم أنه دعا له بأنَّ الله يرزقه القناعة ليس بشيء، ولا يؤيده دعاؤه له في الحديث الثاني؛ لأنهما قصتان.
"رواه البيهقي من حديث ابن عباس" وفي مسلم، عنه: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم: "ادع لي معاوية", وكان كاتبه "وكان معاوية رديفه يومًا، فقال له: يا معاوية, ما يليني منك، قال بطني، قال: "اللهم املأه" أي: البطن؛ لأنه مذكر "علمًا وحلمًا" رواه البخاري في تاريخه, وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي ثروان" بمثلثة وراء- الراعي التميمي، ذكره الدولابي في الكنَى.
وأخرج عن أحمد بن داود المكي، عن إبراهيم بن زكريا، عن عبد الملك بن هارون, من عنيزة، قال: حدثني أبي، سمعت أبا ثروان يقول: كنت أرعى لبني عمرو بن تميم في إبلهم، فهرب النبي -صلى الله عليه وسلم- من قريش، فجاء حتى دخل في إبلي، فنفرت الإبل؟ فإذا هو جالس، فقلت: من أنت؟ فقد نفرت إبلي, قال: "أردت أن أستأنس إليك وإلى إبلك"، فقلت: من أنت؟ قال: "ما يضرك أن لا تسألني؟ " قلت: إني أراك الذي خرجت نبيًّا، قال: "أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله"، قلت: اخرج من إبلي فلا يبارك الله في إبل أنت فيها، فقال: "اللهمَّ أطل شقاءه وبقاءه"، فأدرك شيخًا كبيرًا شقيًّا" من الشقاء وهو التعب، لفظ الرواية المذكورة: قال هارون: فأدركته شيخًا كبيرًا "يتمنَّى الموت" فقال له القوم: ما نراك يا أبا ثروان إلا هالكًا، دعا عليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فقال: كلا, إني أتيته بعدما ظهر الإسلام، فأسلمت واستغفر لي, ولكن دعوته الأولى سبقت، وتابعه محمد بن سليمان الباغندي عن عبد الملك وعبد الملك متروك.
ذكره في الإصابة: وكم للتكثير, صلى الله عليه وسلم "له من دعوات مستجابات، وقد أفرد القاضي

<<  <  ج: ص:  >  >>