"يا معشر قريش! " كذا في النسخ، وفيها سقط فلفظه كما في الروض عن الكلبي: دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم "كونوا له ولاة" موالين ومناصرين "ولحزبه حماة" من أعدائهم وتأمل ما في قوله ابن أبيكم من الترقيق والتقريع والتصريح بأنه منهم فعزه عزهم ونصره نصرهم، فكيف يسعون في خذلانه فإنما هو خذلان لأنفسهم، وهذا من حيث النظر إلى مجرد القرابة فكيف وهو على الصراط المستقيم ويدعو إلى ما يوصل إلى جنات النعيم، كما أشار إليه مؤكدا بالقسم، فقال: "والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد" بكسر الشين وفتحها والكسر أولى بالسجع، "ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد" في الدارين "ولو كان لنفسي مدة ولأجلي تأخير لكففت عنه الهزاهز" بهاءين وزاءين منقوطين بعد أولاهما ألف، قال الجوهري: الهزاهز الفتن تهتز فيها الناس، وفي القاموس: الهزاهز تحريك البلايا والحروب في الناس، "ولدفعت عنه الدواهي، ثم هلك" على كفره، فانظر واعتبر كيف وقع جميع ما قاله من باب الفراسة الصادقة، وكف هذه المعرفة التامة بالحق وسبق فيه قدر القهار؛ إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ولهذا الحب الطبيعي كان أهون أهل النار عذابا؛ كما في مسلم وفي فتح الباري تكملة من عجائب الاتفاق إن الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة لم يسلم منهم اثنان وأسلم اثنان، وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين وهما أبو طالب واسمه عبد مناف وأبو لهب واسمه عبد العزى بخلاف من أسلم وهما: حمزة والعباس. "ثم بعد ذلك بثلاثة أيام، وقيل: بخمسة" وقيل: بشهر، وقيل: بشهر وخمسة أيام، وقيل: بخمسين يوما، وقيل: بخمسة أشهر، وقيل: ماتت قبله "في رمضان بعد البعث بعشر سنين على الصحيح" كما قال الحافظ، وزاد: وقيل بعده بثمان سنين وقيل: بسبع، "ماتت" الصديقة الطاهرة