"وفي الصحيحين من حديث عائشة، أنَّ أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان" زاد في رواية: من جواري الأنصار، وللطبراني عن أم سلمة: إحداهما لحسَّان، وفي الأربعين للسلمي: إنهما لعبد الله بن سلام ولابن أبي الدنيا وحمامة, وصاحبتها تغنيان, وإسناده صحيح. قال الحافظ: ولم أقف على تسمية الأخرى، لكن يحتمل أنَّ اسمها زينب, ولم يذكر حمامة المصنّفون في الصحابة, وهي على شرطهم، وفي الإصابة: زينب الأنصارية, غير منسوبة، جاء أنها كانت تغني بالمدينة. رواه ابن طاهر في الصفوة عن جابر, "في أيام مِنَى تدففا" بفاءين "وتضربان" بالدف عطف تفسير، ولمسلم: تغنيان بدف، وللنسائي: بدفين، والدف -بضم الدال على الأشهر وتفتح، ويقال له أيضًا: الكربال -بكسر الكاف, وهو الذي لا جلاجل فيه، فإن كانت فيه فهو المزهر "ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- متغش" بغين وشين معجمتين- أي: مستتر، ولمسلم: تسجَّى، أي: التفَّ "بثوبه" إعراضًا عن ذلك؛ لأن مقامه يقتضي الارتفاع عن الإصغاء إلى ذلك، لكن عدم إنكاره دالّ على جوازه على الوجه الذي أقره؛ إذ لا يقر على باطل، والأصل التنزه عن اللعب واللهو، فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتًا وكيفيةً تقليلًا لمخالفة الأصل "فانتهرهما" أي: الجاريتين، أي: زجرهما "أبو بكر". وفي الرواية الثانية: فانتهرني، أي: عائشة، ويجمع بأنه شرك بينهن في الانتهار والزجر، أمَّا عائشة فلتقريرها، وأمَّا الجاريتان فلفعلهما, "فكشف -صلى الله عليه وسلم- عن وجهه" الثوب "وقال: "دعهما يا أبا بكر فإنها" أي: هذه الأيام "أيام عيد" , وتلك الأيام أيام مِنَى، هذا باقي الحديث، أضافها إلى العيد, ثم إلى مِنَى إشارة إلى الزمان ثم المكان، ففيه تعليل الأمر بتركهما, وإيضاح خلاف ما ظنه