للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعوت النبوية المحمدية، عريًا عن الآلات المحرمة، والحظوظ الخبيثة الغبية، والشبه الدنية، وأثار كامن المحبة الشريفة العلية، وضبط السامع نفسه ما أمكنه؛ بحيث لا يرفع صوته بالبكاء، ولا يظهر التواجد وهو يقدر على ضبط نفسه ما أمكنه, مع العلم بما يجب لله ورسوله, ويستحيل لئلّا ينزل ما يسمعه على ما لا يليق، كان من الحسن في غاية، ولتمام تزكية النفس نهاية. نعم تركه والاشتغال بما هو أعلى أسلم لخوف الشبهة، وللخروج من الخلاف إلّا نادرًا.

وقد نقل عن الإمام الشافعي ومالك وأبي حنيفة وجماعة من العلماء ألفاظ تدل على التحريم، ولعلَّ مرادهم ما كان فيه تهييج شيطاني، وإذا كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلوب، لم يجز أن يحكم فيه مطلقًا بإباحة ولا تحريم، بل يختلف ذلك بالأشخاص، واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب، وهو لمن يرتقي بربه ترقية مثير للكامن في النفوس من الأزل، حين خاطبنا الحق تعالى بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُم} فما كان في القلب من رقة ووجد وحقيقة


"أو النعوت النبوية المحمدية عريًا" خاليًا "عن الآلات المحرمة والحظوظ الخبيثة الغبية" بغين معجمة- قليلة الفطنة, "والشبه الدنية" الخسيسة, "وأَثَار" حرَّك, "كامن" مخفي, "المحبة الشريفة العلية" المرتفعة القدر "وضبط" حفظ "السامع نفسه ما أمكنه؛ بحيث لا يرفع صوته بالبكاء ولا يظهر التواجد" الأخلاق الباطنة "وهو يقدر على ضبط" أي: حفظ "نفسه ما أمكنه مع العلم بما يجب لله ورسوله ويستحيل" في حق كل منهما, "لئلَّا ينزل ما يسمعه على ما لا يليق, كان من الحسن في غاية, ولتمام تزكية النفس" تطهيرها "نهاية, نعم تركه والاشتغال بما هو أعلى أسلم لخوفه الشبهة وللخروج من الخلاف إلّا نادرًا مستثنى من تركه.
"وقد نقل عن الإمام الشافعي ومالك وأبي حنيفة وجماعة من العلماء ألفاظ تدل على التحريم، ولعلّ مرادهم ما كان فيه تهييج شيطاني" لا ملطقًا, "وإذا كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلوب لم يجز أن يحكم فيه مطلقًا بإباحة ولا تحريم" لأنه كلام, "بل يختلف ذلك بالأشخاص واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب, وهو لمن يرتقي بربه ترقية".
وفي نسخة: وهي لمن بقي بربه، أي: متعلقًا بمرضاة ربه, فكان بقاؤه بالتعلق بمرضاته في جميع أحواله "مثير للكامن في النفوس من الأزل حين خاطبنا الحق تعالى بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُم} , فما كان في القلب من رِقَّة ووجد" شوق, "وحقيقة فهو من حلاوة ذلك الخطاب

<<  <  ج: ص:  >  >>