للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعتاد عند المشتهرين به، وهو الذي يحرّك الساكن، ويبعث الكامن، وهذا إذا كان في شعر فيه وصف محاسن النساء أو الخمر أو غيرهما من الأمور المحرَّمة لا يختلف في تحريمه. قال: وأمَّا ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير، حتى لقد ظهرت في كثير منهم فعلان المجانين والصبيان، حتى رقصوا بحركات متطابقة، وتقطيعات متلاحقة، وانتهى التواقح يقوم منهم إلى أن جعلوها من باب القرب وصالح الأعمال، وأنَّ ذلك يثمر سني الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة. انتهى.

والحق: إن السماع إذا وقع بصوت حسن، بشعر متضمِّن للصفات العلية أو


الغناء المعتاد عند المشتهرين به, وهو الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن" المخفي, "وهذا" النوع "إذا كان في شعر فيه وصف محاسن النساء أو الخمر أو غيرهما من الأمور المحرَّمة لا يختلف في تحريمه".
"قال" القرطبي: "وأمَّا ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمة، لكن النفوس الشهوانية" نسبة إلى الشهوة وهي اشتياق النفس إلى الشيء, "غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير" الصلاح والعبادة, "حتى لقد ظهرت في كثير منهم فعلات المجانين" جمع مجنون، وفي نسخة: المجان جمع ماجن، أي: هازل، والأُولَى هي التي في الفتح عن القرطبي وهي أبلغ وأنسب بقوله: "والصبيان حتى رقصوا بحركات متطابقة" متوافقة غير متخالفة "وتقطيعات متلاحقة" متتابعة تتبع بعضها في الانسجام.
"وانتهى التواقح" بفوقية وقاف- قلة الحياء, من الوقاحة بفتح الواو, "بقوم منهم, إلى أن جعلوها من باب القرب" جمع قربة, "وصالح الأعمال" أي: الأعمال الصالحة, "وأن ذلك يثمر سني" بسين ونون، أي: مرتفع, "الأحوال, وهذا على التحقيق من آثار الزندقة" بزاي ونون وقاف, اسم من تزندق.
في نسخة: الزبرقة -بالزاي وسكون الموحدة وفتح الراء وقاف- أي: التشبه بمن يحسن نفسه بأمور باطلة، والذي في الفتح الزندقة، وزاد: وقوله أهل المخزقة. "انتهى" كلام القرطبي, وسلمه الحافظ وقال: ينبغي أن عكس مرادهم ويقرأ: سني -عوض النون المكسورة- بغير همز سيء -بمثناة تحتية ثقيلة مهموزًا. انتهى.
"والحق أن السماع إذا وقع بصوت حسن بشعر متضمّن للصفات العلية" لله سبحانه

<<  <  ج: ص:  >  >>