للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوارف المعارف.

تنبيه: زعم بعضهم أن السماع أدعى للوجد من التلاوة وأظهر تأثيرًا.

والحجة في ذلك: إن جلال القرآن لا تحتمله القوى البشرية المحدثة، ولا تحتمله صفاتها المخلوقة، ولو كشف للقلوب ذرة من معناه لدهشت وتصدَّعت وتحيِّرت، والألحان مناسبة للطباع بنسبة الحظوظ لا نسبة الحقوق، والشعر نسبته بنسبة الحظوظ، فإذا علقت الأشجان والأصوات بما في الأبيات من الإشارات واللطائف، شاكل بعضها بعضًا, فكان أقرب إلى الحظوظ النفسانية, وأخف على القلوب بمشاكلة المخلوق. قاله أبو نصر السراج.


بالرفع فاعل "خطاب الأزل" في {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} "بما سقيته من مواد هذه اللطائف عوارف المعارف" مفعول أثمرت, "تنبيه" إيقاظ.
"زعم بعضهم أن السماع أدعى للوجد" من التلاوة" للقرآن, "وأظهر تأثيرًا, والحجة" أي: الدليل في ذلك الزعم المذكور "أن جلال القرآن لا تحتمله القوى البشرية المحدثة, ولا تحتمله صفاتها المخلوقة"؛ لعدم المناسبة, "ولو كشف للقلوب ذرة" أي: قدرها "من معناه؛ لدهشت وتصدعت" انشقت "وتحيرت, والألحان مناسبة للطبائع بنسبة الحظوظ لا نسبة الحقوق, والشعر" كذلك نسبته بنسبة الحظوظ، فإذا علقت الأشجان" الهموم والأحزان, "والأصوات بما في الأبيات من الإشارات واللطائف, شاكل" ناسب "بعضها بعضًا، فكان أقرب إلى الحظوظ النفسانية, وأخف على القلوب بمشاكلة المخلوق, فلذا كان أدعى للوجد بخلاف القرآن؛ لجلالته لا مناسبة بينه وبين المخلوق "قاله أبو نصر السراج", وسبقه إلى معناه الجنيد, وهو كما ظاهر احتجاج لكون السماع أدعى للوجد لا جواب عنه كما زعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>